نصوص أدبية

ما هذا الذي بين أضلعك؟ / زينب الربيعي

ذوّبْتُ فيه ِ حرمان َ كل النساء للّاشيء

تدفق َ الدم ُ في عروقي

بل سالت ْ في أحشائي وامتزجت

كبركةِ  روما للعشاق أمسيت

يغادُرها العشاق

وتُجَمّدها القطع ُ النقدية

صحوت ُ   ثائرة

أهيم ُ بين جدران ِ بيتي

أتمتم ُ في نفسي

ماذا أفعل ُ بك َ و بي ؟

 

هو شاعر ٌ كئيب

أفرغ َ كل َ ما فيه ِ للناس

صار َ  ( فرجة )

يُطعِم ُ  الحَمَل َ الذي يأويه

عشبا ً أخضر َ كي يبقيه

يحبسه ُ بين ضلعيه

وقلبا ً يسميه

الثور ُ  هو برجه

لم يناطح  أحدا ً سواه

حتى  تَفَتت َ وهزل

بل عوسجة ٌ تمد ُ أغصانها

كقرون ِ ثور ٍ هامد

تمنيت ُ لو زرعني و أطعمني

للحمل ِ أو للثور

لما بقي َ عوسجة ً أتفيأ  بظلها الحارق

 

أما أنا

فأصحو على ذؤابة  ضوء

تنسل ُ من خلف ِ ستارِ  نافذتي

أتذكر ُ أحلامي

أرويها لي

في الليل ِ الآتي

أحبس ُ قدري بين أضلعي

حرماني وأحزاني

الحوت ُ هو برجي

بل سمكة ٌ لا تجيد ُ السباحة

فالحوض ُ يعج ُ بالحيتان الملونة

وأنا لا أعدو أكثر من سمكة ٍ للزينة

تختال ُ بِحُسنِها هاربة ً بعيدة

 

مالي أحسبني شاعرة

وأكتب ُ قصيدة

فيها أغراض ٌ عديدة

وتخلو من الشاعرية

هل بت ُ امرأة ً يائسة

تبحث ُ عمن يسابقها في حرمانها

وتفرح ُ في خسارتها ؟

بل أعود ُ مزهوة

بشيء ٍ لا علم َ لي بكهنه

 

سرقْت َ كل الأزمان

سلبت َ كل الأدوار :

كهل ٌ ممل

شاب ٌ ملؤه ُ الحياة

وطفل ٌ لا نصيب َ له ُ من البراءة

جَرّدتنَي  مني

كل ُ ما أعرفهُ  عني

أني

امرأةٌ غير ُ بريئة

 

طال َ انتظاري لحروف ٍ تمنيتُها منذ ُ سنين

منذ ُ أول لقاء

كان ينذر ُ بكل شيء

سوى الحمل  والعوسجة

كتبت ُ إليهِ :  هل تحبني ؟

فكان السكوت ُ علامة َ الرضا

كحكم ٍ يسقط ُ بتواتر ِ السنين ِ الهرمة

الآن فقط سقطت ْ تلكم ُ الكلمة

 

...................

* كاتبة مستقلة اقيم خارج العراق .. لست مراسلة ولا اعمل لصالح اية جهة صحفية

سأدون هذه المعلومة دائما ردا على بعض التساؤلات لتشابه اسمي مع اخريات .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1478 الخميس 05/08/2010)

 

 

في نصوص اليوم