نصوص أدبية

محاولة للبقاء خارج ساعة يدوية / سعيف علي

سألنا احد العبور كم الساعة؟.لكننا نظرنا إليه  في عجب …أمسكتني ساعة اليد من معصمي بقوة مرة أخرى..ضحكنا  ثم واصلنا الطريق….

 

شكرا على الزهور

غير سائق التاكسي فجأة سرعته. طلب مني ربط حزام الأمان.كانت الطريق منسابة..لا سيارات و لا مترجلون…الساعة فجر و عراك الظلمة مع النور في تخوم النهاية…كنت غير متعجل..أردت أن أقول له أنني غير متعجل..بإمكانه أن يبطئ قليلا …قلت لا يهم ،..أزيد الأجرة قليلا. لكن زيادة السرعة بطريقة بدت غير عادية أخرسني…كنت هذه المرة أريد أن أقول له أنني أريد التوقف للنزول لكن شجرة صنوبر سبقت رغبتي وأوقفتنا ….شكرا على زهورك

انتظار

لا شيء هذا الصباح منضبط.يكاد الصداع يغمض عيني اليسرى. قال النادل لي في ود (بإمكانك أن تجلس في داخل المقهى….الهواء قوي على السطح..) أنا ما تعودت منذ سنين أن أغير مقعدي فلما أدخل اليوم إلى القاعة؟ ..قلت له  (لا يعنيني شيء، أنا أنتظر التي مرت من هنا البارحة،فقد سقط الظل منها . لعلها تنبهت اليوم أنها بغير قيافة الأحلام…نعم، لعلها تأتي ألا تترقبها معي !) ..قال النادل ( أنا انتظر معك منذ سنين حتى أنني اشتغل من أجل هذا) ثم مضى ببسمته ككل يوم .

 

لم نعد نحب الحكاية

قعدت أعدُّ أصابعي وهي  تمسك الخيوط.كانت الدُّمية تضحك رغم أن دورها في المسْرحية كان حزينا؛ قال طفل من الجمهور.هل ينفع أن نرميهم بالحجارة …

 

تفاحة

هذا كل ما تبقى؛  عاد إلى فكرة صغيرة راودته ، أن يشرب كاس حليب بارد و أن يحرك الملعقة عكس عقارب الساعة أربعين مرة ثم يصعد الشجرة ليقطف برتقالة ناضجة .همس في نفسه لماذا لا يجلس هذا الصيف تحت شجرة تفاح لأنها على ما يبدو الوحيدة القادرة على تفسير الكثير من الأشياء التي تحيره…حاول أن يتصور  كيف هبط آدم برفقة حواء إلى الأرض و هو يشد شَعر نيوتن بقوة مؤذية .كان يريد إجابة عن ارتباط التفاح بالنزول و الجاذبية و السقوط .أما شجرة البرتقال فكانت  حاضرة في هذا الكلام  فقط للدلالة أن الفصل شتاء….

 

عصيان

الذي اعتاد أن لا يرانا إلا عابرين بين أصابعه نؤدي  القسم أمام حرَّاسه و نحن نقيس خطوط يده اليمنى عليه أن يبدأ بالاعتياد على العصيان فقلوبنا التي صنعت على مقاسنا البشري ما عادت تتحمل أوزار مهانتنا….لم يعد الأمر بسيطا…طار العصفور الوحيد الذي قبل البقاء هذا الشتاء …نحن لن نطير فقط سنخبره أننا سنصنع هذا الصيف من جناح البعوضة قاربا لن يمسكه الموج أبدا…لم يعد الأمر بسيطا… سنصعد إلى باقة الأزهار التي قطفناها نحن له …نحن الأقزام البشرية  السبعة لن نلعب بعد الآن في الحديقة…هذا بيان عصياننا الأول.

 

ضحك

أما لماذا كل هذا الضحك فلن نستطيع تقديم توضيح جلي لأن العلكة التي نمضغها تمنع خروج الحروف الحلقية…ربما في فرصة قريبة ، ستدرك أن السرور البادي علينا لم يكن بسبب تعثر إحدى الراقصات في كعبها العالي .لكن بسبب النغمة التي سمعنها من هاتفك في سهرة البارحة…؟ كم أنت فعلا خلي البال من أي شيء…لن نعذرك لعدم إتقانك للانكليزية…لن نعذرك أبدا….

سعيف علي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1478 الخميس 05/08/2010)

 

 

في نصوص اليوم