نصوص أدبية

إبحار إلى مرافئ الضّياء / الحبيب الشّطّي

يا بحر

فمدّ إليّ أذرعك

اِحتضنّي في حجر اليمّ

اِحملني على العباب

" الزّقفونة "

-----*-----

 

لكم أتعشّق السّفر

بعيدا ... بعيدا ...

لأغوار البحور

أبحر بي لذاك الأفق

اللاّنهائي

في المسافات ...

في الأزمنة ...

لكم أتعشّق اَقتحام

" العقبة "

أطلق الأجنحة

هات الصّهوة

والفلك

ها قد فار

" التّنّور "

تنّور ذاتي

فخذني لأغوص

في الأعماق

أريد أن أبترد

أغرق

أو يبتلعني حوتك

 – هيت  لك يا بحر

العشق

الوهج السّموم

يحرقني في مبخرة

" الوجود "

-----*-----

 

لكم أتعشّق السّفر

لأسكّن من حميم

هذا الجوى

أغتسل ... أتطهّر ...

من رمضاء هذه الحمأة

" الفاسقة "

الغموس

ليلا ... نهارا ...

في الرّأس ...

في الصّدر ...

في كلّ ذرّة من " حمإي "

أتحلّل من شتّى لبوسي

وأتجدّد ...

ثمّ أبعث حيّا ...!؟

-----*-----

 

لكم أتعشّق السّفر

يا بحر

أنت اللّغز المحيط

المطبق

كما الشّفق يغوص

في الكرى

كما الكفن يلفّني

في طيّات النّسيان

العشق الذي في

أروقة - متاهات الوجدان ...

والأكوان

يغازلني ... يغويني ...

يشتهيني ... يستعذبني ...

يواريني في مشيمة الأرض ....

أو الغيمات

فما عدت أستطيب شيئا

  – خذني  يا بحر

كي أبحر بعيدا ...

بعيدا ...

-----*-----

 

لكم أتعشّق البحر ...

لكم أتعشّق الهجرة

إلى مرافئ الضّياء ...

والاِنتشاء

زخمت جيناتي

أوبئت خلاياي

عطنت بعفونة النتونات

" مكرّسات ... محنّطات ...

صفاقات ... ترّهات ...

أطواق ... سياجات ... حصارات...

تضيق .... وتضيق ... وتضيق ...

أصنام ... تماثيل ... نصب..."

-----*-----

 

لكم أتعشّق السّفر

يا بحر ...

لكم أجنّ من التّحجّر

وأموت ...

من المتقولب - المتنمّط

أتوسّل إليك يا بحر ...

أبتهل ...

ألاّ تضيّعني

في المغارات ... والكهوف ...

ألا تضيّعني

أكثر ممّا ضعت

اِصنع بي ما شئت

يا بحر ...

حتّى عصا الحيّات...

هدهد بلقيس ....

براق المعراج ...

دودة المنسأة ...

نخلة العذراء ...

زيتونة لا-شرقيّة ... لا - غربيّة ...

أو حتّى " نبيّا مجهولا " ...

أو منتظرا ...يوم البعث ...

لا تتركني ...خذني ...

أيا بحر ...

-----*-----

 

لكم أتعشّق السّفر ...

يا بحر ...

فرحماك :

- أنقذني من هذا الاِلتياع

من مضاجعة التّوجّع

فمتى يتكسّر النّير

اِستلاب الحشاشة

والرّق الحربائي...!؟

... كطبقات الخدر ...

والكوابيس ...

متى السّفر ...

متى الإبحار ...

متى تزهر براعم

الحبّ

ويتضوّع النّور ...

ونسقى من تسنيم

العشق

أنا وليلى

متى الإبحار ...!؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1480 السبت 07/08/2010)

 

 

في نصوص اليوم