نصوص أدبية

ماذا تريدين / سعود الأسدي

يا زهرةً فوقَ سُورِ القدسِ ناضرةً

غَرِقتُ فيكِ بأحلامي ولم أُفِقِ

حتى مررتِ ببالي نسمةً  سَبَحَتْ

في أمنياتي ونجّتني من الغَرَقِ

فقيلَ لي :

عِطْرُ جُوريٍّ على جسدي

وقيلَ :

بل هي أنفاسٌ من الحَبَقِ

فحيّروني ،

وما يدرونَ أنّكِ لي

مِسْكُ الغزالةِ إذْ تمشينَ في طُرُقي

خيوطُ عطرِكِ دلّتني على شَغَفي

بما اشتهيتُ ،

وألقتْ في دمي شَبَقي

وقد حُرقتُ فلم آبَهْ بما تَرَكَتْ

شرارةُ الأمسِ في قلبي من الحُرَقِ

رجعتُ أسألُ ذاكَ السورَ هل نَظَرَتْ

أحجارُهُ الصُّمُّ ذاتَ العِقْدِ في العُنُقِ

فجاوبتي بأنّ العقدَ قد نُثرتْ

حباتُهُ كنجومِ الليلِ في الأفُقِ

وأنَّ رَبّتَهُ قد أجهشت أسفاً

لما تُعاني من الحرمانِ والقلقِ

وأنّها وَقَفَتْ في الدّرْبِ حائرةً

ما بين يأسٍ وآمال بمُفترَقِ

فقلتُ حالي بأحزاني كحالتِها

والقدسُ صارتْ مع الأحزانِ في نَسَقِ

صرنا ثلاثتُا أقنومَ وَحْدَتِنا

كالنورِ في نَفَسِ الإصباحِ والشّفَقِ

نبقى ،

ويبقى لدينا الحبُّ منغرِساً

حتي ولو في توالي النبضِ والرّمَقِ

وسوف نبني لقدسِ الحُبّ قنطرةً

وصخرةُ القدسِ تبقى صَخْرةَ الغَلَق*

 

ـــــــــــــــــ

الغَلَق : اصطلاح في فن عمارة القناطر

عند الفلسطينيين،  وهو الحجر ألأوسط

والأخيرالذي يوضع في القنطرة فيغلقها تماماً .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1486 الجمعة 13/08/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم