نصوص أدبية

زهرة الدم

متشظية بين اللحظة وبين

عمر لا ينقطع ..

وحدك تعانق زهرة الدم

وترتّل اغنية طائر التم

الذي في عنقك هو طائرك

المتوثّب ..

يزيح حلكة الليل ..

ينقر راس الفجر نقرتين

بعد اطلاق صافرتين

من فم البوم الاخرس

 

*         *         *

في ساحتك المكشوفة

لا احد ..

سوى زهرة الدم

عواء الذئاب ..

كرسي ممزق الاوصال

ومازلت تردد ..

في الفصول الاربعة

ماقاله لك معلّم الجغرافيا

وارضك تضاريسها مزروعة

بالهذيانات .. بزهرة الدم

وبنادق محشوة

تلوك رصاصاتها

تزمجر فوق خوذة

الاعزل ..

الا من حروب مشّطت شعر

الفجيعة ..

كنست ماتبقى من ايامك

الاولى ..

 

*         *         *

مقامراتك لا تنتهي

 كالابله تجذبك بين سرب

من الدبابير ..

ومجاميع من الجنود

ينهضون .. ينفضون

تراب الحرب

فتتدحرج زهرة الدم

وعلى ارصفة المدينة الذابلة

يبصقون ..

 

*         *         *

لا تتبعني ياصديقي

في غربة الليل ..

هي عربة الايام

بالنعاس تزدحم

فالطريق الى المعرفة

موحش ..

مقفرة مسالكه

وعلى عنقي العاري تتراقص

زهرة الدم

فانظر الى مداد البحر

كيف يمتزج بقطر السماء

ثم ينهمر كرات

من نار ..

من علمّك .. ؟

من اخبرك ..؟

( مرج البحرين لا يلتقيان )

هكذا انا

افترق عن ذلّ الكلمة ..

افترق عن معنى الواهمين

الضالّين ..

المضللين ..

 

*        *         *

تذكّر زهرة الدم ..

بلونها شفتيك ممرغتان

دوما جيدك المفتوح

لنور الشمس

يختزل الوصول

لا تقربها تلك

زهرة الدم ..

هي بين جوانحي تنزف

عند كل فجر ..

كلّما بكفيّ لوّحت لقوافل

الراحلين الآبدين ..

كلّما وجه بغداد قبّلته

تنحني زهرة الدم وتسيل

بين شفتيّ ..

 

*         *         *

بين الوصول وبينك

مسافات من البعد ..

خطوات تعبّدها زهرة الدم

 تنثر النقع

على كتفيك المتعبتين

على راسك الضاجّ بالاسئلة

بالصراخ ..

تمرّدك لن يشفيك

في قلب المعضلة تسير

رؤوس اصابعك تحترق

واللهاث يجرجرك الى

منطقة حمراء كزهرة الدم

ساعة رحيل الشمس

 

*         *         *

على عتبات الديار لا تبكي

وفّر دموعك لأزمان

قادمة ..

لا تقل لكلكامش ، عن نبتة الخلود

اتعبك البحث ..

ولا لسيزيف ، اتعبتك

صخرة الجبل ..

تلك هي زهرة الدم

ما زالت تنطق في الشوارع

في الحارات ..

في بيوت الرعية ..

على ظهرك تتسلّق

تلامس حنجرتك

تنغرز في وريدك ،

شوكة عملاقة ..

هي زهرة الدم

 

*         *         *

اين الراحلين ..؟

اين المنفيين ..؟

لا طروادة اليوم

الفرسان حرّروا الخيول

من سروجها

السيوف عاطلة في

اغمادها ..

تحت النجوم يرقدون

يحصون لمعانها

وزهرة الدم ترقب المشهد

تنزف تاريخها

في مرآتها هولاكو

يبتسم ..

ويحصد ما أينعته الخطوب

تلفظ المرآة الرعب الواقف

بين الاقدام

زهرة الدم تسير

تتعثر تنزع اثوابها

تلامس خيوط النهار

وبين الرافدين

تطلق صرخة الانتحار ..

هي زهرة الدم ..

 

     بغداد                 

                                        

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1504 الخميس 02/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم