نصوص أدبية

يا أسرارُ

بلا أبواب

قد غارت ْإليهِ الخيلُ

كالأمواجِ شجّتْ ظهرَها

الصخراتُ والأقمارُ

أين الفأسُ والحطـّابُ

أين الكأسُ والأنخابُ

هل طلّتْ غيومُ الموتِ

هل فحّتْ أفاعيها

بلا ضوعٍ ولا ومضٍ

يجاريها

وهل من فسحةِ النبضين

قد مرّتْ ثوانيها

بلا صوتٍ يشدُّ الصوتَ

إنّ شهقة َ الأرواحِ

في طلقٍ تجوبُ القاعَ

لا رملٌ يواريها

ما لونُ ارتعاشِ الشمسِ

حين تعطشُ الموجاتُ

حين تنبضُ النجماتُ

يا أسرارُ

ما طعمُ افتضاض الموتِ

للأجساد

لو قامتْ

 عليها قبةُ الرمْسِ

مرحى

قالت الأشجارُ

إن الموتَ كالميلادِ

حطابٌ يشدُّ الثوبَ بالفأسِ

يشتاقُ شذى الأجسادِ

 

يا أسرارُ

هلاّ تـُفـْتــَحُ الأزرارُ

كي نحتازَ نهديكِ

إلى مَ تـُغلقُ الأبوابُ

عن كفٍّ تناديكِ

ذي أقدامُنا الزرقاء

بين النور والظلماء

آثاراً رسمتيها

وبين الكفّ والكفّ

أصواتاً قرأتيها

ليت النايَ يشجيكِ

فيشجينا

ليت خيمة َالظلماء

في الوديان والصحراء

من عريٍ تغطينا

آهٍ  يا عصافيرَ الربى

والماء

لو زقـْزقـْتِ

يجلي صوتُك الأرواحَ

كالمرآةِ

والذكرى إذا هاجتْ

تواسينا

كموج البحرِ

بين الباء والراء

يقومُ الحاءُ

هل فرقٌ من البرَّ

إلى الدأماء

حاءُ الروحِ بعد البين

حاء البحر بين البين

حاء الحب قبل البين

حاء الحرب يفنيها

يا أسرارُ

تبقى غربةُ الأرواحِ

لغزا دونه المفتاح

لا  أيلولَ عرّافاً

لسرٍ بات يشجيها

ولا أيّار

 

آهٍ لو يبانُ الفجرُ

آهٍ

لو يبوحُ السرَّ

في همسٍ

فمُ الأقدار

 

                                                                                           الاثنين

العاشر من رمضان

31/08/2009

 

.....................

ملاحظة:-

القصيدة مكتوبة على بحر بغداد وتفعيلته  الرئيسة (مفعولاتُ)، وهذا البحر موجود في الدائرة الرباعية (المجتلب عروضيا) إلى جانب كل من بحور الهزج والرمل والرجز، جوازاته تحول مفعولاتُ إلى (مفـْعٍ لات) وإلى (فعولاتُ) أيضا عندما يصيبها الطي والخبن على التوالي، وهو مفصل في كتابنا المعنون العروض العربي في ضوء الرمز والنظام، الصادر في العام 2004 وقد أنجزناه في العام1997 عندما كنا في العراق العزيز.

 

 

 

 

في نصوص اليوم