نصوص أدبية

من أين نبدأ الآن...؟! / الحبيب الشّطّي

مذ علّم الرّبّ آدم

أسماء الأشياء كلّها

 

مذ تهجّى الإنسيّ أولى معجزات

لسانه ...؟

واَخترع العقل أسرار

ت ... ح ... ر ... ر ... ر ... ه ...!

أم لديكِ معالم أخرى...؟؟

أم لديك رؤى ألمع ...؟

لو توحين...؟

كيف سنعبر البحر بلا قارب

مثلا ....؟

***

– ألا ترمزين

كيف الإبحار في قافلة عينيّ ؟

– أم أقول أنا...؟

– ألا تلمّحين...؟!

كيف ستتعلّمين عنّي حروف الهجاء...؟

وأنت الّتي علّمتني

ألِفَ الكون

وياء الوجود

وجيم الوجد

ولملمت لي ما ت... ش... ت... ت... ت ...

 من نقاط ...

***

– أيّتها الشّاعرة

الّتي أشربتني حبّ الشّعر

لا تهبيني روحكِ اليانعة

فروحكِ هي روحي الّتي وهبتُكِ

لؤلئيّة...

وأنت الّتي أزهرت ربيعي مسرّات

وأنت الّتي أنضجت خريفي

رحيق توت

 ودم رمّان

وسلسال خمرة عنب

....

***

– يا شاعرتي

أخالني أعلم كيف نسير معا ...؟!

و معا نعلي صوتنا

و نبلغ مقصدنا معا

فنلتقي عند مجمع البحرين

و معا  ن... ف ... ت ... ت ...

أبجديّة مارد – القمقم 

فنمدّ ما يجمع ولا يفرّق من جديد

ونمضي كنجمين بعيدا

حتّى آخر مواقع النّجوم

***

ها أنذا أفيق وأنهض

لأتقلّد عقد الأصداف

الّذي تصنعينه بأنامل الودّ

وأتوّجكِ بتاج الأقمار

وأقلّدكِ عقد الثّريّات

اللّذين أرصّعهما

ل« عشتروت » الزّمان

***

كلانا يسرد زرابيّ من صوف المفردات

غدوّها الأزل

رواحها الأبد

تسابق روائح المطر

وبشائر السّنونوات

سنسابق النّسيمات

حتّى نمحو أقيانوس الجليد – العازل

ثمّ نمزّق شبكات

ال.. م .. ت.. ل .. ص .. ص .. ص .. ي .. ن.. 

اللّذين ينتزعون زعانف سمكنا

وينتفون قوادم حمامنا

ونبدأ صفحة بلوريّة

لمّاعة – البريق ...

هذيان وجد

********

حرّقت قلبي حُرقة

لا بعدها ولا قبلها ...

لا قبلها ولا بعدها ...

في بؤرة العشق

لا مناص منها / ومنه... ?

أم تراني مخلّدا...؟؟

أم سيأتي السّيّارة

يلتقطونني

ويستبشرون ...?

ويُسِرّونني بضاعة

مجنونَ الهوى

متيّم َ الوجدان

أهذي بما فاض به وجدي

وخيالي المحموم بصهدة

طلق الرّؤى

المتوالدة

و آ ... ه ... ا ... ت ...

الشّوق الدّفّاقة

كسيل اللّيل المؤرّق

اللاّمنتهي

لا تضيئه سوى شمس

ها هنالك أراها

وحدي

سيّارة  تومئ  لي

ألاّ تَتَوَجَّسْ خيفة ولا تحزن

سأكفيك كلّ عُتُلٍّ زَنِيم

من أصغى ليْتًا ورفع ليْتًا *

لعولمة – الغيبوبة 

لا تَنِي جهدا في تحريف

الحرف المقدّس

بِلَيِّ لسان

أو إسقاط دلالات...?

***

من كلام الأوّلين والآخرين

*****************

بالأمس

أما كفاني شَقْوَتِي بالمرجفين ؟

واليوم

لِمَ شهب الجوّاظين  سادرة في نهشي ...؟

من زُحَل

ومن كلّ جُرْمٍ

مجهول سحيق

كأنّني أوّل وآخر

المريدين في أبحر الغرام

حتّى أُبْتلى

بالنّوى

وشتّى أنواع الهمز واللّمز

من قريب ومن الأقاصي

وأُعَنَّى

بما يوسم " موروث كبت "

– فهل يَكْبُتُ الحبّ ...؟/ ويُكْبَتُ ...؟

يا شاعرتي

فما يسمّى التّسامي

والتّعالي ...؟

في أحاسيس الفتى...؟؟?

أعجبوا من عشق

قد قتل

أحسدوه في الشّهادة ...!!

ما القول في هذا القول... ؟؟

والبيان

أما هو بالسّحر...؟!

وربّ قائل: – " إنّ من البيان لسحرا "?

***

أهيم بالضّياء

********

من أحبّ

أَمَا أحيى وجدانه من موَات

وأنار مشكاة قلبه

والنّاس في رَانِ – الغفلة

ومن عشق

أَمَا أبهج روحه

بفَراش الحروف

الولهى في جنائن– الفراديس 

ومن راح دون وجد

كأن لم يحي فيها ولم يَغْنَ

فلِوَائِي حاء موصولة ببائها

تُضَاءُ عندها مصابيح

لغة ا ل ... ض ... ض ... ا ... د ...

من ألف لياء ...

قولي يا شاعرتي

– أليس هذا هو العبور

من الظّلمات إلى الضّياء...؟؟?

*البدء مقتبس عن نصّ ل(م/أ)الصّادر في القدس العربي بتاريخ-( 16/ 12 / 2007  )-

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1506 السبت 04/09/2010)

 

في نصوص اليوم