نصوص أدبية

دفن الموتى / عائشة الحطاب

وأرحلُ في صمت ِالليل ِ ترنيمة ًبوذية ً

أعلى منازل َ شرنقة ِالضياء ِ

فوقَ سراديبِ الظلِّ في زرقة ِالأحلام ِ

وارفع ُ نخب َموتِك َ

.....

 

-2-

لا ترشقْ ماءَ الشركِ

 يا سلمَ الشهقة ِالعمياء .

لماذا تصرخُ في ثقب ِالجوفِ بالعلة ِالداكنة ِ

وتفتحُ ذراعيكَ بالحماقات ِ

في عصرِ ميراث ِ المصابيح ِ

يا جلجلة َ الرمادِ المنفي بأجفان ِ شاعرٍ ، 

أتيتَ كالصريرِ الناعق ِ قبلَ أن ينضجَ ريشُكَ

واختلستَ بريقي

ترجلُ من خوفِ الهلع ِ يا حزنَ الطيش ِ

كنت وهماً مجنحا ً بفعل ِ الوحشة ِ

فراغ ُظلِك اختفى في بوح ِ الخطيئة ِ

يا صرخة ًتاهت فوق َ شفة ِ رضيع ٍ

أراك في قاع ِالليل ديك َ جن

عالقاً بضجيج ِالخرائب ِ

مغسولاً بسموم ِالهذر

لستُ أولَ طرائِدك وراءَ الأبواب

كانتْ أجراسُك تشاطرُ الريح َعفتـُها

فرضُك الأمس في دهشة ِالظلام ِ

لتكونَ فوقَ الزمنِ خرقة ً زائدة ً

ما زالت حرباؤكَ تزحفُ  في فروضِك الحرام

ظهرُ هودجِك مرهقٌ يا سيدَ الحظ ِّ من حمل ِ الأحمال ِ

ونباح ُ الظلمة ِمتعفف ٌ في صوت ِالكرم ِحيران

أسطولُ تجاعيدِ وجهك العميقة ِ

 في الموت ِ تبصقُ فقداً ،

هاجرتْ سحبُ روحِك بالمشيئة ِ

وأنتَ تلهو صوبَ ميراثِ القلب

فلا تنبشْ وجناتِ أطيافي

ما كانَ لك أن تـُخمِّرَ رحيقَ اشتهائي

تعتق ُ الحدسَ بهلع ِ الكيد

يا بقايا لسعة ِ سم ٍ قاتلة... في خيال ِ الكدر ِ المشؤوم

أيها الشارد ُ من غير درب ٍ

المتفسخ ُفي ارض ِ التيه

ما أرخصَ روحَك الأليفة َفي أحضان ِ امرأة ِالسعف

مبارك ٌ سعف ُغبارِك بأوردة ِالتراب ِ

يا وجه َ الريبة ِ المتهالكة ِ

وجهُك منذورٌ لألف ِوجه ٍ

أيها الموطوءُ المتشعبُ القرون

قدرُك متهاوي في منحدرات ِ الجرف ِ

تستشيط ُالتقيح َفي بياض ِالعين

الخفافيش ُ تأكلُ قلبـَك ...

لتقود. الحب من سحب ِ الخيال

لم يبقَ لك غير ... سقف ِ الواطئة

الذي يسمونه المنفى

هذه ِ أرضُ اليقين ِ مترفة ُالأنوثة

بها تستفيق ُلغة ُ الطيور ِ

بها تعاويذَ الجسد ِالطهور ِ

أهدابـُها البكرُ .

 شغوفة ً برائحة ِالمطر.

 

-3-

ولأني امرأة ُالبحر..

سليلة ُالقديسين

اعتقُ روحي موجة ً

لغة ًمهدورة ًتحلق ُفي سماء ِاندثارك

 ما زال رغيفي دائم َ الأتساع ِ

وخيالي أبعدَ من السماء

سأهرب ُ من نارِ شركك َ

واطرق ُأزميلَ  النسيان في سماء ِعينيك

زمنـُك عائم ٌمتقلب ٌ في مستنقع ِماء ٍ أسن ٍ

فبعدك سأبني فجرَ الإنفاق ِ في حدود ِالمداخل

وأطلق ُ الريح َتصدح ُفي زوايا ثكناتي

ونفسي بيدي

لي ما يبررُ موتِك .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1507 الاحد 05/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم