نصوص أدبية

لقطة قصصية: قمــــة حـلم / محمد رشيد

إستمر في الصعود إلا أنه إضطر إلى الهبوط لأنه نسى الخطاف، بدء ثانية وراح يمسك الحبل بعزيمة فاقت صلادة الصخور ووصل إلى المنتصف لكنه عاد إلى نقطة البدء لأنه لم يجلب معه حبل النجاة، وبدء رابعة وسادسة وراح يستمر في الصعود .. هذه المرة كاد أن يمسك تلك القمة إلا أن مطرقته هوت في آخر لحظة .. في آخر مهمة لها ....هكذا ظل يتسلق مراراً ويهبط، مرة ينسى العلم وأخرى تنضب مساميره وأحياناً تسقط الكلاليب دون الوصول إلى حلمه .

 

مشهد رقم 2

 كان حلمه أن يتسلق ذلك الجبل الأشم ويتربع على عرشه حتى بدء يجهز لوازم التسلق، قبل الشروع راح يقرأ ويخطط ويسأل حتى تأكد من قدراته حينها بدء في التسلق وكل خطوة يلامسها كان يضع عليها قدمه عليها ويرمي بكل ثقله، بعدها يفكر بالخطوة التي تليها إلى أن أستمر في الإرتقـاء .. ما أن وصل إلى المنتصف بدء يشعر بالاطمئنان لأنه أتقن هذه الحرفة حيث راحت أدوات التسلق تعمل لوحدها، لكن على الرغم من ذلك ظل حرصه يتناسل كلما ارتقى خطوة إلى الأعلى، وتواضعه بدء يزداد كلما شاهد الأشياء أصغر مما كانت عليها قبل التسلق إلى أن طالت يداه ذلك الحلم، رفع رأسه وشاهد ما وراء القمة .. وعلى الرغم من برودة الطقس راح العرق يتفصد ويسيل من جبهته مما سبب له عدم وضوح رؤية الأشياء .. وحرقة إنغمست في عينيه لكنه تنفس المشهد بهدوء وحذر واطمئنان، بعدها شاهد زهرة سحرت لبه ...زهرة شكلت أوراقها الرقم (7)، وقد حملها ساق كريشة مستدقة الطرف في قلب دواة نقش عليه أسمه، هذه الزهرة على الرغم من رقتها وحلاوتها فتقت الصخور وتربعت على عرش ذلك الجبل .

 

* صدر كتيب بعنوان (أنماط التعدية ولغة الفعل) دراسة أسلوبية في{ قمة حلم }وفق نظرية هاليدي للنحو الوظيفي للناقد سمير الشيخ .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1509 الثلاثاء 07/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم