نصوص أدبية

لضفافكِ أعماقٌ من هديل / سامي العامري

لنقرأ سويةً هديل رسائلنا القديمة

ثم

أدعوك

لنبللهُ بساعات لها نكهةُ العافية

وملمسُ الرحيل !

*-*

 

هناك دموعٌ لا تعرفُ معها الإحساسَ بالغربةَ

وهي دموعٌ خاصة جداً

ستعرفُها إذا نفضتَ وسائد الغرباء !

*-*

 

قلبي مَهما اتسعَ

لا يتسع لعشقكِ

وإنما عليَّ أن أملكَ

قلوبَ طوابيرَ من العشَّاق !

*-*

 

ترجلتُ عن الرمْل

واضعاً لجامَه على الغارب

وسرتُ إلى المحيط ،

أخبرتُهُ

أنَّ ظمئي لا يُروى بسهولةٍ

لأنه ظمأٌ لكلِّ ما هو حيٌّ

وأنَّ صحراء وطني

هي في الدم

وليستْ رداءً فنستبدلُهُ !

*-*

 

ها أنا أوسعتك فرحاً

لأنك جليسةُ رموشي

وهممتُ بعناقٍ أشد

فخشيتِ 

فسامحتك بتلاوتي

وقليلٍ من أحضاني

*-*

 

سلامٌ إلى البلابل المغردة حولك كالطوق

لحظةََ مرور شجرةٍ ما

في مساءٍ ما

وهي تعزف شهابا ما ،

ويُطاف عليكِ بتلاوينه

وأغترفُهُ بكل عناوينه .

*-*

 

هلا نقلتَ شكري لبعض المضللين

 أيها الوطن ؟

وأقول : سأرد الصاعَ

فنارَين من شموع وخيراتٍ

لجميع متاهاتي الهادية

*-*

 

قالت بزهوٍ : أنا بفستاني أبدو غيمة ساطعة 

تحملها الرياح

قلتُ : الأمر سواءٌ ،

نبض قلبي زاهٍ بك

وكذلك يحمل اللامرئيُّ مرئياً !

*-*

 

أرادوا أن يشربوا جسد الأنهر والجداول

متجهين صوب بلادي

لأنحني على الأقدار

بحرارةٍ

وأطبعَ على خدها

صرخة !

*-*

 

لم أعد أهاب على فصولي شيئاً

بدءاً من الآن ،

بدءاً من القمر المُطل كالوعل الجبلي أمامي

وبدءاً من السنجاب المتصاعد نحوَهُ

أو نحوَ حنانٍ في الهواء ،

لم يعد يهمني شيءٌ

وقد بلغتُ من الزهر عتيا !

 

برلين _ أيلول

2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1513 السبت 11/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم