نصوص أدبية

لامِسيني! أبرأ وتشفَ جراحي / سعود الأسدي

فأنا بلبلُ الصّداحِ جريحٌ

بشَبَا * الشوكِ حين دَقَّ جناحي

فاستحالَ الصُّداحُ عندي نُواحاً

وأنا غيرُ راغبٍ في النّواح

إنما أرغبُ الصُّداحَ ومنْ لي

غيرُ عصفورتي بردِّ صُداحي

أنا أهوَى عصفورتي في الأماسي

تحتمي بي في حينِ عَصْفِ الرياحِ

أنا أهوى عصفورتي في صباحِ

شاعريٍّ ،

وعندَ كلّ صباحِ

في رياض من نرجس وحنينٍ

وتناغٍ من لهفةٍ وأقاحي

فاغمريني بقبلةٍ من عبيرٍ

كي تحدِّي من شهوتي وجماحِي

فأنا أعشقُ الوصالَ اجتياحاً

مثلَ ريحِ الصَّبا يكونُ اجتياحي

ناعماً ،

عاطراً ،

لذيذاً ،

شهيّاً ،

وحميماً كراحةِ الأرواحِ*

لا جُناحٌ عليكٍ إني خبيرٌ

 بهَوَىً مُرْجِعٍ إليَّ جُناحي

لست أبكي فإن دمعي عَصِيٌّ

وهو إلاّ للحبِّ غيرُ مُباحِ

أشعلي النار في دمي فرمادي

يعشقُ النثرَ في جميعِ النواحي

فانثريني على المدى ثُم نامي

تجديني لَدَى منامِكِ صاحي

وأعيدي لمسي بقبلةِ نارٍ

كي تردّي من نشوتي ومِراحي

وتُعيدي الحياةَ مُذ كنتُ طفلاً

في غدوِّي مُغرِّداً ورَواحِي

فغرامُ الأطفالِ أبقَى زماناً

مثل نقشٍ فليس يمحوهُ ماحي

كلّما انزِحْتُ عنه كي أتناسَى

نحوَهُ كان دون وعيي انزياحي

سُحتُ في غابة لألقاكِ فيها

ليس غيري في الغابِ من سَوّاحِ

أينما سِرْتُ سار طيفُكِ قبلي

ووشاحُ الغمامِ فيها وشاحي

 فأنا أعشق الطبيعة أنثى

غسّلوها بنَشْرِكِ الفوّاحِ

غادةٌ تملأُ السماءَ جمالاً

 وهي  (مايا *) الحياةُ للأرواِحِ

كم كتابٍ أوحى غرامُك فيها

في مسيري وحدي ،

وكم إصحاحِ !!

فاقرأيني تَرَيْ جمالَكِ فيه

صُوَراً كالجَمالِ في الألواحِ

وهواكِ العناءُ فيه ،

وألقَى ،

في عناءِ الهوى لديكِ ارتياحي !

هَجَرَتْني الأفراحُ

مُذْ غِبِْتِ عنّي

فارجِعي لي !!

لتُرجعي أفراحي !

 

..........................

*الشّبا :جمع شباة حدّ كل شيء ماض

كالرمح والسيف ونحوهما .

*راحة الأرواح : اسم مقام من المقامات الموسيقية .

مايا : هي أم الإله هرمس  من زيوس ، وهي أكبر بنات أطلس السبع وأجملهن ، وقد تحوّلن بعد موتهن إلى سبع نجمات تُسمى الثريّا ستّ مشرقات وواحدة خافية . (من أساطير اليونان) .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1516 الثلاثاء 14/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم