نصوص أدبية

اِستكناه / الحبيب الشّطّي

وقال : أيّهذا

لم تلوك لحمي

تشرب من دمي

تتفكّه بعرضي...؟

نارا ... نظرني

زعافا رمقني

تصطكّ فرائصي

من هذا الطّيف

عين القطر

تقاسيم زبر الحديد

يا للمصيدة ...!؟

ما أقول...!؟

واللّسان اُعتقل

والدّم اَحتقن

والنّفس تحشرجت

ما أوقعني في بؤرته ...!؟

هاتوا جرعة برد

أغيثوني بنفحة صبا

أو لأتحرّقنّ

في عين الشّمس

أينني ...؟

تمنّيت لو أنّني

تخطّفني ذاك الطّير

الأسود

تلك السّحابة

... أو تلك الهوّة

 ............

 

اِقتحم عليّ خلوتي

وكاد يلعنني

ما الذي يسلّيني ... ؟

أغمرة من عاصفة

أم رجفة من رعد

أم ... رهبة من صمت...

أو صعقة سبات ... ؟

لو ينفع الغرق

في البحر الأسود

لفعلت ... ؟

لو يجيرني البحر

الميّت

لمتُّ ... ؟

بل لو اِزدردني

أحد القطبين

لتجمّدت ... ؟

هل يكفي بحر

من خدر

لأفرّ من وجلي

أو فضاء من أشعّة

لأنفجر هباءات

... دخانا

... غبارا

 ... رمادا

آآآآآه ... لو كنت أعلم ... ؟

لهجرت إلى جزر

الفقد

أو مدائن

اللاّمنتهى

وحدي ... ووحدي

لا إنسيّ

لا جنّيّ

... أو

يعلم بي...؟

أتدرون من ذا الذي ... ؟

كشواظ وجه ... ؟

أما سمعتم أنينه

 في السّحر

والهجير ... ؟

أما لحظتم شبحه

في المدى

وعمق الرّؤى ... ؟

***

ولكنّني رأيت ...

ما لم تروا

رأيت كما في حدس

أو كشف

كمن اِستنار

فالصّورة أبدا

لن تكون شظاياها

لن تكون أطياف بياض

ولا وهج زرقة

كأنّه الإزميل يحفر

في صخرة الرّوح

بئرا عميقة الثّجوج

... العيون...

أو مشرط يجرد

الأوردة والشّرايين

اِعتلال الخافق

المتقلّب أبدا

في الآفاق

آمادا ممدودة

صوب سدم المجرّات

المارقة بين الدّهور

من عهد الطّوفان

حتّى عصور الفرعون

 ال " عولمة " ...!؟

......................

 

ألا خبّروني

لمن ذا الطّيف

... ال ...

فيغشاني ما يغشى

من صرعة الصّدمة

فيتلجلج الفهم

في اِستكناه ماهيته

فتتبعثر جذاذاتي

خلال سرابات الصّيرورة

ويسيح البال

والذّاكرة

في سمّ الخياط

متحسّسا ريح

الواحات

لتصديق الرّؤيا ...؟

فليس غير

صمم

خرس

كمه

تحاصر الذّات

تجتاح عنوة

أحاسيس الحواسّ

المنزلقة

في بياضات - البياض

من وراء طلّ

 لازورد - الزّرقة

وتشدخ صخب السّواد

في الشّلاّلات

حتّى كأنّ رذاذ الحمرة

يحمرّ

فيرشّها حمرة

حتّى يخضرّ الأخضر

فيزهر نوّاره

إلى أن يبيضّ أبيض

ملامح  طيف

ذا العشق ...!؟

.....................

...................

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1516 الثلاثاء 14/09/2010)

 

في نصوص اليوم