نصوص أدبية

الروح الباكية / ذياب شاهين

أنصالُ السهاد

ساهرا

ألهو وحيداً

بالأغاني الممطراتْ

السرابُ المرُّ رملٌ

يتعرى من ثياب

الصبواتْ

كلما أعدو أراهُ

سندباداً

راكبَ االلجّاتِ موجاً

بالصواري العاليات

كأسُ عمري طافحٌ

كشفاهٍ شبقات

وزّعيهِ

في أكفِّ السنوات

قد يزيدُ نصفَ يوم

أو يقلُّ نصفَ ساعة

إنها الأيامُ تجري

في دمانا

كسعير النارِ

في صمتِ الرماد

منذ أن أمسيتُ شيخاً

تذكرُ الأيامُ رحْماً

أدخلتني

 قضمةَ الأمشاجِ فيه

ويحهُ ذاك الجنين

ألبـَستـْهُ من سداها

ثوبَ شكّ وظنون

في اليمينِ محضُ

حرفٍ من كتاب

والشمالُ

تحسَبُ الأفقَ سراب

والسماءُ

قد جثتْ قربي نديماً

قالها الأفـْقُ البعيد

والنجومُ نائماتٌ

مثلُ ماءٍ نامَ

 في بردِ الجليد

سنواتي

شعلةٌ زرقاءُ فيها

راسفا يصعدُ جيدي

للعلاء

وأنا قد بتُّ عبدا

مغمضَ العينين أسري

في الليالي الحاجبات

أيُّ عمرٍ

والدماءُ

 خائفاتٌ في وريدي

قد شرِبـْنَ العمرَ رعباً

كريامٍ في البراري

أيُّ كأسٍ

قد روتْ من كان

يحدو في القفار

عارياً أو جائعاً

واهنَ الساقين صادي

أوَ يدري أن عظما

قد بنتهُ الضابحاتُ

سوف يُبلى

 ثم يَعرى كالرميم

آه يا وجهي الجميل

سيجوبُ

 الدودُ في أرجاءِ داركْ

تتعرى

 العينُ من أضوائها

وتسحُّ الأذنُ ماءْ

والصدى دون حروفٍ

في الخلاء

هل أنا ذاكَ أنا

خـُلقـْتني الراعشاتْ

صدفةً في ليلِ أيار

الوسيم

ونزلتُ الأرضَ كُرْهاً

 باكياً

آخرَ شهرِ في الشتاءْ

في مخاضٌ قد تمادى

ساخراً

بضعَ ليالٍ كالحاتْ 

كنتُ لا أرضى النزولَ

للجحيم

فأنا في رحمِ أمي

في نعيمِ الأنبياء

ليتني كنتُ بقيتُ

أبيضَ الروحِ هناكْ

ليتني

ما كنتُ جئتُ

ليتني ما كنتُ جئتُ

للهلاكْ

 

 أبو ظبي/15 رمضان

‏الثلاثاء‏، 24‏ آب‏، 2010

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1517 الاربعاء 15/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم