نصوص أدبية
دعيني أهاجر لزرقتك / الحبيب الشطي
أحفظ
سورة الزّرقة
من صفحة عينيك
***
دعيني أشفى
من ضرّي القديم
أبحث عن سرّ دائي
في روحك القمريّة
***
دعيني بعينيك
أخلع أسمال وجعي البدائي
دعيني ... فأرى
الكينونة بعينيك المستنيرة
... أصابني حرض " السّنون " العجاف
عشا غسق القحط
صدأ رؤى القلق
***
دعيني ... و لا تقولي
.. لوثة [ قيس ] تراوده
اِفتحي شرفتك البيضاء
كي أرى عوالم
الشّموس الوليدة
والسماوات اللآزورديّة
الصّبوحة
عسى يعاودني عشق
الحياة - الصّيرورة
***
دعيني أخوض فيهما
موج مصيري
فزوارقي منخورة
شقّقها رمل السّراب
الظّلّة
تغرق ... تغرق
والقراصنة تترصّدها
وتترصّدني
***
دعيني ... دعيني
ألهب خذلان أمواجي
كساد الأرصفة
و إفلاسها
وأوقد ضباب الرؤية والعقد
دعيني أحيا برغم الحوت
والغمام
***
دعي لوح الوجود
لا تمحي آياته
عساني أعي تراتيل الفجر
و مطر النّور
في دجى أيّامي
المصدّعة بطنين الذّباب
***
دعي لي ناظورا
قاربا للسّلامة من أنياب
البحر المتوحّشة
دعي لي الكوى منبلجة
لأهاجر من عقالي
للزرقة ... في عينيك
***
دعيني ... أحيا برغم حرائق
الكون
برغم أعاصير الأنواء
برغم دموع السّماء
***
دعيني ... أريد البكاء
في عينيك
كأنّني أحسّ مناديا ... للرّحيل
كأنّني ألمح تلويحا ... لفضاءات
البياض ... والزّرقة
في عينيك
... دعيني
.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
الحبيب الشّطّي
مساكن - تونس
2010 / 09 / 15
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1521 الاحد 19/09/2010)