نصوص أدبية

واقفا أمام صداي / ذياب شاهين

لتحسو أقداح الخزي

في حدائق الأكاذيب

وكرياضيّ يختلسُ

القوة بالمنشطاتِ

يغدو الكأسُ

جسرا خشبيا

بين فردوس العار

 وجحيم المجد

كثيراً

ما تهرسُ الشمسُ

جباهاً معدمة

جباهٌ تربّي بوقار

بائسٍ ظلالاً دامسةً

تظهرُ وتمّحى

وكثيرا ما ينعمُ

تحت فتنة الظلال

وجهٌ لامعٌ

تتكسرُّ على قرميدهِ

شفراتٌ حادّةٌ

تختلط ُ

في مكرِ عينيهِ

كولونيا الحلاقة

ورائحةُ العرقِ

المتصبب من تعب

الجباه المعدمة

وحين أرفع كفي

معترضا

أبصرُني هاذيا

لا أحدَ يسمعهُ

كطائرٍ يغرّدُ

في صحراءٍ نافقةٍ

 

آهٍ

من أين سآتي

بامرأة

تطفئُ جمرَ الشوق

وأنى

لهبوبِ الغبارِ

أن يلطفَّ

شهوةَ ماءِ محترقٍ

يفيضُ

من تحت قدميّ

آهٍ

 أيتها القصيّةُ

لو تأخذين

قضمةَ من فسفور

وجدي

ثم تخبئيها

تحت زلالِ حلمتيك

عسى تلبي

الأقدارُ دعاءَ والدتي

وأكونُ

من ذوي الحظوظ

سأقتطعُ كفاً

من عجينةِ التراب

مدهونةً بزرقة النار

وأعلقها

في جيدي

لأخوضَ

 لعنةَ المستنقعات

جامعاً نجماتي الحالمات

وربّما

 أصطادَ قمري الكبير

ففي

عتمة الضباب

ألمحُ أشباحاً تريعني

تئنُّ

المياهُ الكالحاتُ

تحت سطوة الليلِ

الليلُ

يسحقُ الأرجاءَ

بعجلاته الصامتات

سحقاً

كم يخيفني الظلامُ

أقفُ أمام صداي

مبهوتاً

تشتهيني أنوثةُ النار

فأسقطُ

نسياً منسيّا

في سديم الهباء

ما زلتُ

أشمُّ عطرَ يديها

في عجينة أيامي

ونشيدُ أصابعها

يدحوني

كما يدحو الطينَ

صانعُ التماثيل

أترى؟

ما أسمعهُ صراخي

أم صدىً

 نفثتهُ

بعيدا عني

وساوسُ روحي

ما أجملُ

مطارقِ عينيها

حين تليّنُ

قضبانَ حيرتي

تحرّرُ عفاريتها

ما أبهاها

حين تحوّل صلابتي

إلى أقواسٍ

منمنماتٍ وأورادٍ

تبعثُ الدفءَ

في شفتيها

وتصفّي

بربريتي من شوائبها

 وكما

في الأزمنة السحيقة

ننام سويةً

على حرير المياهِ

العميقة

تلقمني حلمةً فضيةً

وألقمُها إصبعاً

مدهوناً بعسلِ الشمس

 

أبو ظبي

الاثنين 30/08/2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1522 الاثنين 20/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم