نصوص أدبية

قمر •••(*) على الأسوار / ذياب شاهين

 

آجرُّك المطليّ بالليلِ•••

المكبّل بالصخور

هل؟!

هدَّهُ وقعُ الخيولْ

عزفُ السُراةِ

 

ورعشةُ النجمِ البعيدِ

تهدهدُ•••

الجرح َالعتيقْ•••

 

الريحُ!!

تكرعُ من دمائكِ

كلّ يوم•••

والمدى عصفورةٌ

تماليء•••

الموتَ الزؤام!

في•••

عشبةٍ ضاعتْ

ليفترش•••

الخلودُ قبورَنا إنشوطةً

ستحزُّ

من أشجارهِ

في كل يومْ•••

كفاً وجيدْ!!

 

الليلُ

أفعى من جليدْ!!

تكرّرُ

الثوبَ القديدْ

ترنو••

الى غابٍ بعيدْ

عند اغتلامات الشجرْ

أو تحت جذع السنديانْ

آبارُ ذاك الدربُ

قد صدأتْ!!

وجفّتْ

باكراً قيعانُها

ياغابةَ الأرز القصيّة

على •••

مشارفَ أورشليم!!

من أين؟!

يطلعُ ذلك البطل

المحنى كفَّهُ

بدم الفرات

من أين يأتي

خلُّه

وغريمُه البطلُ النديمْ

كي يقطعا

من رأس(خمبابا) طريقاً

للنجومِ!!

فلا غيومْ

تلطّخُ الدربَ العميقَ

الى منائرنا العتاقِ

أتسمعين

ناراً•••

تهيلُ على شواطئه

(الفراتُ)

أوارَها

ذرفتْ•••

 على حدِّ الضفافِ لقى

فلا

كفُّ الحياةِ

تلمُّهُ بدداً

ولا•••

جيدُ الردى

قد شفّهُ

أقمارُها!!

 

سَفَنُ الدماءِ•••

"شراعُها"

ركبَ القلوعَ

البحرُ طاغٍ موجُهُ

تجتاحُ•••

غمرَ صبواته!

من بوحِها

القبلُ الصوار

ياباب••إيل

كيف الغروبُ؟

الى اللقاءْ

 

أطلالٌ موجٍ بحرُك

قد•••

ضاعَ في جنباتهِ

قمرٌ

قتيلٌ!!

 

والمدى

أطلالُ ماء•••!!!

 

ياباب••إيل

كم موحشاتٍ

سُجُفُ الغروب

كم عندليبٍ•••

غضّ الدماءْ

سفحَ•••

الغناءَ على ذرى

هضباتك

يمتارُ في المنفى

صحائفَ وجده•••

من حسرتيك

على لظى غروبِه

أتسمعين عيونَه؟!

تزمُّ في وجعِ النوى•••!!

ريشَ الحنينِ

الى النجومِ تضوّعَ

في صيف

العراق!!

 

ياللغصونِ

بلا ضفائرَ

أو حجولِ•••

على صدى صبواته

رقصتْ

جوى!!

فتعانقتْ!!

شهقاتُها بدموعهِ

فغدتْ غيوماً

كالخيولِ!!

يلطّخ الاجواءَ

فيضُ بروقها

ورعودِها

صفراءُ كالأرض الموات!!

أنىّ تضيء؟!

جنباتُه الوادي العظيم

والليلُ!!

يعصفُ بالفرات•••

أجفّفتْ•••!!

أظلاعُه ريح َالخريف

 

أم بلّلتْ

صخورُه ضوءَ القمر

 

آهٍ بناتُ الجنَّ•••

الى الضحى كيف العروجْ

وأصابعُ•••

الغيماتِ سفّتْ

بردها على الشموسِ

فلا•••

قوافلُ للقرى

هطلَ السُرى

لا••

لامطرْ••

حطّتْ على جنباته

أوكارَها

سَفَنُ الغجرْ!!

كيف السفارُ

ولاحجرْ•••

مدّتْ اليه كفوفَها

بنتُ السحرْ!!

الآنساتُ

من القصورِ المترفاتِ

هفتْ•••

إلى العتباتِ

أوشجرِ

السياج

عيونُها

      صلصالها

فهي النجيعُ•••

الى صدى أوتارها

لوهدّها

جمرُ الصقيع•••

أمليكةَ النهرين!!

بحبّها

ضاعَ القدرْ

خفقتْ•••

على حسراتها الزرقاءَ

أغنيةُ الضياءْ

ويح السحرْ!!

كالسندباد!

من هدبها نسجَ

الشراعْ••••!!!

فمتى؟!

يطوّي موتَهُ

بدداً

ويمتشقُ

القلوع•••!!

 

ياباب-ايل

أتبصرين وجعَ الزهورِ

النازفاتِ

شموعَ وحشتِها

لقىً

على ضفافِ

الانتظار!!

إذ فلّ حسرتَها

جدائلَ

من ردىً

 كفُّ المكانِ!!

أما رأيتِ!؟

أصابعَ الموج

الطريد!!

يكتالُ من أشجانها

الوانَه!!

عند الجدار

فهو الصدى

لنواحها

 

ونواحُك

تشتاقُهُ النحلاتُ

في غاراتها

على كوؤس الأقحوان

وجناحُها

لوتسأليه

يلفُّ

خصريك جوى

برفّتيهْ

ويذيبُ معصمَه

على

ضوعٍ شهيّ

تُذيقها من حدقتيه

روحُ الزمان•••!!

 

ياويحه•••

موجُ السنين

يصطادك

ايقونةً من الدموع

لوتنشجين

اذ تعزف ُالآهاتِ

من شهقاتك

كفُّ الرياح

تبثُّها أوتارُك

فتهزّ

رقبتَها الصخور

لتنثَّ رعشتها

الوهادُ

وترتدي من صوتها

اجسادُ موتاها

القبور!!

أنى لمثلك!!؟

أن•••

يريحَ جوادَه

كي يستريح•••!

أو أن ينام

على

اللحود•••!

ليفتح الصبحُ المعنّى

خيمةً

تحت العروج

ويفلُّ مرساة

السرى

كي تغطسَ المرساةُ

عند أعشابِ

السماء!!

حفّتْ بها

دفقاتُه (موجُ الفرات)

فشاعلتْ

من غيمه

نارُالعدمْ!!

كم من إرمْ؟!

فاضتْ

على جنباته

صوتاً!!

يبوحُ للرمالِ

وللحصى

أسرارَها•••

في كلّ عام

عند منعطف

الدجى

فتسفّها جنباتُه

ياللصقيع!!

تكسّرتْ أضلاعُه

لا•••

ليس بابل!!

بل إرمْ

غرقتْ•••!!

كأن صدىً

من صوتها

مابارحتْ

أردانَهُ

كفُّ السقمْ!

هل تستغيثْ!

يا أهلي اين الماءْ؟!

 

البرقُ

من

علِّ

عليها

الماءَ

ألقاهُ

حممْ!!!

والرملُ

في نزقِ يمصُّ

الماءَ

ينزلُ

للقرارْ

فلا شراعُ

يخبُّ فيه

ولا

صنمْ••!!

ترتاده الصحراءُ

وتضيعُ فيه

يا•••

باب- ايل!!

هل من حياة

تشتاقُها

جرارُك

الزرقاءُ

تموت فيه

كأسُ

العدمْ!!!

ويفككُّ

غيمتَه

(الحزنْ) !!

شمعُ

النساء!!!

 

..................

*من ديوان أناشيد الصادر في العام 2004

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1525 الخميس 23/09/2010)

 

في نصوص اليوم