نصوص أدبية

المدَجَّنون: نصٌّ حُذِف منه ثلثاه

ريشُه منفوشٌ دونما سبَبٍ، فالكلُّ جالسٌ غيرَ عابئ به، يمرحُ أو يسامرُ رفيقا له،

أو يغازلُ أنثى بلغةٍ تراوِحُ حولَ الخطوطِ الحمراء، فمنهم من تعدّى حدودَها ومنهم  من يرى فيها جداراً ذا ارتفاعٍ وهميّ يحاولُ أن  يتحايلَ عليه لكي يقفزَ فوقَهُ وعِبرَه.

وهناك فيهم من يجادلُ ويفلسِفُ الألوانَ فيقول أنَّ هذا اللونَ الأحمرَ في الخطوط ليس من ألوانِ الطيف وإنما قد دخلت فيه جيناتٌ هجينة  ــ ولا تسلني كيف تكونُ الجيناتُ هجينةً، فلست بعالمةِ جيناتِ، بل سل من تفلسفَ فيها وفلسفَها وأدخلَها ألوانَ الطيف!..

 

تذكرتُ  "المرآوية" التي أتعبتني بفلسفةِ من فلسَفوها حتى باتت وكَسَدَ سوقُها ولم يعُدْ أحدٌ يذكُرُها بخيرٍ أو بِشَرِّ.. ربّما فقدت هي الأخرى جيناتَها الأصيلة واستبدلتها بجيناتٍ هجِينة!

كان بودي أن أقول "هههههههههههه" ولكني قرأتُ فتوى إنترنيتية تقول أن المرأةَ يحرَّم عليها استعمال الهاءات هكذا إلا مع مُحرِم لأنَّ في الهاءات فتنة!

 

لنَعُدْ للخطوطِ الحمراء والجيناتِ الهجينة ولنمضِ قُدُماً بالنص....

=================

 

بعد أن كتبتُ ... وكتبتُ ... وكتبتُ..

قررتُ حذفَ ماكتبتَ لأسهِّلَ على القارئِ مهمَّةَ القراءة ، أو بالأصح عدمَ القراءة،  فالقارئُ هنا عادةً يقرأ السطورَ الأولى من النصِّ ثم يقفزُ للأخيرة منها ، وبعدها يسارعُ بكتابة ِتعليقِه الذي لا علاقة له أساساً  بالنصِّ فهو يمدُّ يدَه في جيبِه ويُخرِجُ تعليقاً بالقرعةِ من دفترِ (الكشكول)، الذي ينقل به (كوبيا) ما يحلو له من الطرائف أو منما يلتقطه من تعليقاتِ الآخرين و يحتفظ به لهذا الغرض، لكي يرمي به في خانةِ التعليقات .. ورب قارئٍ لا يدخلُ لقراءةِ النصِّ أساساً وإنَّما لقراءةِ التعليقاتِ والجلوس كمُهَجَّن بين المُهَجَّنين وعلى وجهِهِ ابتسامةُ الإنتمائيَّةِ بعد أن تمَّ تدجينَه!

 

وبدأتُ الحذف؛

وحذفتُ ... وحذفتُ .. وحذفتُ.. حتى كَلًّ متني!

وأصبحَ من السهلِ على القارئِ السايبريِّ القفزُ للجزءِ  الأخير من النصِّ الذي خضعَ هو الآخر لخصمٍ كبيرٍ ولم تبقَ منه إلا الأسطر التالية:

.

==================

سألتُ البحرَ:  ماذا تخفي في أعماقِكَ يا عميقُ من حكمةٍ؟

ضَحِكَ البحرُ وضَحِكَ وضَحِك.....

 

فسألتُ قُبَّرَتي الحكيمة: ماذا ترَينَ يا أمَّ الحِكمة؟

 

قالت : أرى طيوراً دُجِّنَت وهُجِّنَت وسقطت أصباغُها وظهَرَ ريشُها الرمادِي فأصبَحَت تقلِّدُ أصواتَ الغُربانِ تارةً وتغريدَ البلابِلِ تارةً أخرى وهي ليست بهذه ولا هي بتلك، والكلُّ يرى ذلكَ إلا هي فقد أغمضَتْ عينَها نِصفَ إغماضةِ ونست أو تناست أنَّها تنتمي لِصنفِ ذوي الأعرافِ المدمّاة ..

 

قلت وماذا بعدُ يا قبَّرَتي؟

 

قالت: الديكُ الفَصِيح .....

دخَلَ بعُرفٍ مرفوعٍ وخرَجَ بِلا عُرفٍ،

لم يدرِ أنَّهم ما دَجَّنوه إلا ليقطَعوا عُرفَه!

 

ضَحِكَ البحرُ مرَّةً أخرى وطَوى أطرافَهُ على سرّ جديدٍ وحكمةٍ جديدة!

 

حرير و ذهب (إنعام)

الولايات المتحدة

http://goldenpoems.wetpaint.com/

 

...............................

كانت هذه خربشات هجينة وليست مدجنة بعد منتصف الليل!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1525 الخميس 23/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم