نصوص أدبية

على باب عبد اللطيف الحسيني / عبد الستار نورعلي

 

صخورُ جبالي مزهراتٌ ، أشجار جوز ولوز ،

ومصابيح ،

قلْ لهم أنّني هنا في أقاصي الأرض ،

أنّه هناكَ موغلاً في دفئها

هي التي رسمتْ خطواتِ الطريق إليها،

 

أثينا تعرقُ اليومَ عاريةً:

أين زوربا؟

أينَ ثيودوراكيس؟ (1)

أين ميلينا ميركيوري؟ (2)

إنّني أعشق اللحظةَ أنْ أرقصَ

أنْ أغني ،

أنْ أحتسي اللبنَ ،

آكلَ الجبن العتيقَ والخبزَ الرقيقَ ،

وأشمَّ الترابْ،

 

زوربا يرقصُ في داخلي رقصةً

تفتحُ المنافذَ في الدربِ

صوبَ مهابادَ ... الدرباسية .. عامودا ...

جبل قنديل ...

والبقية في سجل القلوبْ ،

 

أنا الهائم المُعتّقُ في دنان العشق ،

حدِّقْ في وجهي طويلاً !

في عينيَّ !

أصغِ إلى وجيب قلبي ،

 

أنا كلٌّ ،

أنا واحدٌ ،

أنا النبيذ ،

فاشربْني!

 

أنا بعيد ....

لستُ لصقَ بيتك باباً لباب ،

أنا لصقَ القلبِ

حين ينبض حَجَلاً فوق صخور الوادي

المقدس نَوى،

نويْتُ أنْ اجرَّ عربةَ العشق صوبَ بيتكَ

أقلِّصُ المسافاتِ ،

أستعير أناملي كي أخطَّ على الريح اقترابي

واقتسامَ الرغيف

يومَ وقفتْ جارتي عند تنورها

قدّمتْ لي وجبةَ الحبِّ خبزاً طازجاً

منْ هواء الجبل ،

أنا لصقَ الشمس التي تشرقُ على الوادي ،

خريرُ شلال كَلي علي بيك يهزّني ، (3)

ومرتفعات بيشتكوه ،

أرتعش

أقفُ مذهولاً

أأنا الواقفُ بين دفّتيْ جبلٍ هو أنا

أم أنّها الريح تعصف بالحصار؟

 

أنا هو أنا

هكذا منْ غير رتوش ،

 

هززْتُ السدرةَ وسط الدارِ العتيقةِ

فتساقط الثمرُ الجنيُّ في حضني

عشقاً،

تلكَ داري لصقَ المقام تستفيقُ

على أدعيةٍ من شيوخٍ هدّهم

لغطُ السنين وكلامُ الأمل ....

 

أنا لصقَك جنباً لجنبٍ

قلباً لقلبٍ

بعيدأ قريباً ،

 

أنا هنا نجمةٌ جبليةٌ

في رحابِ الجليد

لا تأفلُ ،

حتى لو اشتعل رأسُها

شيبا ،

عبد الستار نورعلي

الاثنين 20/9/2010

 

 

....................................

هوامش

*  عبد اللطيف الحسيني: شاعر وناقد وكاتب كردي سوري ينشر في الصحف والمجلات السورية والعربية وعلى مواقع الانترنيت المختلفة . وهو مراسل مؤسسة (سما كرد) في سوريا ، و مقر المؤسسة في دبي. له كتب مطبوعة: ديوان (تحت المدن الصغيرة) 1995، (مسودات مدينة) 2002، (في رثاء مدينة) بالاشتراك مع الصحفي غسان جان كير. وله قيد الطبع (فصول مندثرة).

(1) ثيودوراكيس هو الموسيقار اليوناني العالمي الراحل مؤلف موسيقى زوربا

(2) ميلينا ميركيوري هي الممثلة اليونانية الراحلة والتي كانت عضواً في البرلمان اليوناني.

(3) شلال كَلي علي بيك: يقع في محافظة أربيل بكوردستان العراق

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1527 السبت 25/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم