نصوص أدبية

مناجاة ... أميرتي / الحبيب الشّطّي

عبر الأرضين ... والسّدم

لأهديها أزهار أشواقي

في فصول الغرام

ومواسم الهيام

من وهاد العشق

سقيتها بشلاّلات دمائي

يزخّها قلب دائم الهطل

من مزن الهوى

لأنثر عليها باقات جوى

... نضيدة ... نضرة

كنت أرعاها

صباحات ... غروبا ... و سحرا

اِنتقيتها ... وردات حروف ...

رصّعتها بلآلئ نرجسات

زيّنتها بفيروزات ليلكيات

***

لمّا كنت اُبتلى بالقحط

أكتوي بالتّصحّر

أفرّ لجموع العشّاق

بنواميس الحبّ

لنستغيث سجّدا

في مصلّى ضرام الوجد

نتحرّق بتسابيح التّضرّع

حتّى تتنزّل علينا أملاك النّثيث

بمدّ السّماء

***

حينها أرتوي برضاب الرّياحين

من عطاشي

من لظاي أبترد بإكسير المنى 

... أسقي عشب ولهي

... زيتون نوري

... نخيل رؤاي

وتتعطّر الأرض بروائحها

شذا ... وأريجا ... وفيح رجاء

تجيرني من جوائح الجفاف

***

أبحث عنك يا أميرتي السّمراء

لنعقد عهد الوفاء

لنسرّح حمائمنا البيضاء

في رحاب السّماء

لنوثّق دفاتر سلام الهوى

لنهجر صمتنا

بأعذب بوحنا

***

أبحث عنك يامنارة الدّجى

يا أميرتي السّمراء

لنشكر الرّبّ على قلوب الصّفاء

وخصب سهوب حروف الإستشراف

واَنفتاح دروب اللّقاء

و رقاتنا البيضاء

و أقلامنا الزرّقاء

و مدادنا اللاّزورد

في لغة الوئام

واَلتماع رؤى

الكينونية - الصّيرورة

ها هنالك ... في برزخ الخلود

و " نضحك ضحك طفلين معا "*!؟

منتشيين بنعيم الحضور

و سحر رفيف الرّوح

لا نرهب اَجتياح أعاصير الجوى

وعذاب الغياب في غربة النّسيان

ولا يتهشّم بريق مرايانا الصّقيلة

... ش ... ظ ... ا ... ي ...ا

***

أبحث عنك يا أميرة النّور

ليكون اللّقاء

عند هاتيك القمم المشرقة

نشعّ مناراتنا للمراكب التّائهة

في خضمّ طبقات الظّلمات

نعرج لفراديس الفضاءات

الشّاسعة المداءات

لنبدع ملحمة شوق الحياة

كعصفورين معا

نرفع قواعد صروح الهناء

بين أفنان الشّعاع

دفء الأكوان

عوالم الذّرى

بين جدائل الودّ

وخمائل شفاف العشق

نرقب ولادة شرنقات الحنين

نحوم في سبح طويل

للأعالي ... والأبعاد ... السّحيقة

فيما وراء كهوف الغبار

وسدم الدّخان

وتراكمات الرّدم

نرتع خلال مرابع الكمال

وعتبات الجمال

***

أأنتظر يا أميرتي السّمراء ...؟

كي أسقيك نخب رحيق الغد

 ... وتسقيني ...

يا أميرتي ...

لأهديك باقة من أجمل كلمات النّور

وأعذب أشعار العشق

......................................

... في الصّفحة الجديدة ...

 

الحبيب الشّطّي

مساكن - تونس

2010 / 09 / 25

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1528 الاثنين 27/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم