نصوص أدبية

الفتى عند الغدير / بهجت عباس

" كان جالساً عند الغدير يضفر من الأزهار إكليلاً، يقذف به النهر، فيُسَرّ ُ لوقعه "

 

يا عابثـاً بالـزَّهـر في كفـِّه      والنهـرُ ينساب كطـيف رقـيقْ

ويقـذف الإكليـلَ فـي موجهِ      والأفـقُ يدنـو لمغـيبٍ عميـقْ

وهـكذا الأيـامُ تجـري بـلا      هـدىً إلى البحر ومـنأى سحيقْ

وتذبل النضْـرة فـي وجنـةٍ       أزهـارُها جفَّتْ وغاض الرحيقْ

 

فيا ربيـعَ العمـر، يا من بـهِ      لَهْـوُ الصَّـبايـا وأريـجُ الورودْ

وصوتـُكِ الحالمُ يـا جـنَّـةً       مفـقودةَ الأمـس وليستْ تعـودْ

وذكـرياتُ العمر ليستْ سوى       حُـلْم ٍتـوارى في دياجي العهودْ

لا يوقظ النَّشـوانَ من حُلمـه       سوى صدى الحزنِ وبُعدِ الحدودْ

 

فما عسى تُجدي ليـالي الهوى       وقد خبَتْ جذوةُ هـذا اللَّـهيبْ ؟

ومن أرى والقـلبُ يشتـاقـه       في الأفق ينأى وَهْوَ منّي القريبْ

يـدايَ تمـتـدّانِ في لهـفـةٍ      وراء آفـاقِ الخيـالِ الرَّحيـبْ

لا يسـتطيع القـلبُ إدراكَـهُ       كالبـرق لايألـو ويبقى الوجيبْ

 

أيا جمـيلاً في ربـوع الصِّبا       تعـالَ واهبطْ في دجـى الهائـم ِ

فإنَّ أزهـارَ الصِّـبا غضَّـةً       أنـثرُهـا فـي جـوِّكَ الحـالـم ِ

إصـغ ِللـَحنٍ ردَّدتـْه الدّ ُنى       عَـبرَ انسيابِ الجدول السّـاهـم ِ

كوخ صغير في ربوع الهوى       لاثـنينِ عاشا الحبَّ في العالَـمِ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1530 الاربعاء 29/09/2010)

 

في نصوص اليوم