نصوص أدبية

الغيبوبــــة ...(*) / ذياب شاهين

... ...

محضُ

شاعرْ

... ...

تسفحُ

الأيامُ

صوتي

كالرمالْ

... ...

وهي

تبكي

بارقَ

الأجداثِ

... ...

في

قاع

المقابرْ

... ...

إنني

أسري

شقيا

... ...

أطوي

خوفي

وسباتي

في

لساني

... ...

مثل

قطات

أخافتها

الرعودْ

وهي

تجري

عند

جدران

البيوتْ

... ...

تتدلى

مغمضاتٍ

بين

فكيها

... ...

الصغارُ

العارياتْ

... ...

نحو

دارٍ

ثم

دارْ

فيه

منجىً

للصغارْ

... ...

إنني

كنتُ

عصياً

أحرقُ

الشمعَ

الطعينْ

عند

باحاتِ

المعابدْ

للذي

يسقينـي

سماً

أو

يعرّي

صبواتي

بالرصاصاتِ

البليدةْ

كي

أداري

جمرَ

أرضي

وظلالي

وصبايا

الحيِّ

في

الليلِ

المخاتلْ

... ...

إنني

يا وردُ

غصنٌ

لا

يهزُّ

مقلتيهِ

ضوعُ

حلمٍ

أو

يهفُّ

لهديلٍ

أو

يغني

للثمارْ

أو

يبوحُ

برْدَ

ظلٍّ

للندامى

... ...

فأنا

غصنٌ

بلا

كفينِ

زهرٍ

أو

بلا

عينين

ماءْ

لا

ترقُّ

له ُ

غيدٌ

باسقاتٌ

أو

طيورٌ

من

أسى

أو

وُرْقُ

دوحٍ

نائحاتْ

... ...

إنني

غصنٌ

كسيرٌ

لا

تغني

عنده

ريحٌ

لعوبْ

أو

يجنُّ

عند

هدبيه

النجالْ

صوتُ

شاعرْ

... ...

ليت

خطوي

في

البراري

كالسرابْ

ينشرُ

الأصواتَ

في

رملِ

الصحارى

أتقرّى

وهمَ

بابٍ

إثرَ

بابْ

... ...

قد

قضمتُ

من

سنينٍ

كفَّ

روحي

... ...

وسقيتُ

ربةَ

الفجر

ضواعي

في

خوابٍ

مترفاتٍ

من

جروحي

... ...

وبقيتُ

كلّ

عمري

أتحرّى

عن

غدٍ

قد

ماتَ

فيه

عنفواني

وجناني

وذهولي

... ...

فأنا

اليوم

طريدٌ

وجريحٌ

ومهاجرْ

... ...

... ...

... ...

إنني

يا وردُ

شاعرْ

... ...

نصف

شاعر ْ

... ...

ربع

شاعرْ

... ...

قد

عراهُ

الاشتياقُ

للسرى

عند

النجومْ

... ...

والغيومْ

قد

أماتتني

قديما

دفنتني

عند

أبواب

السماءْ

لا

أطالُ

الأرضَ

أو

أسري

إلى

غور

النجومْ

... ...

قد

طواني

"البينُ بينْ"

منذ

أهديتُ

سطوري

وبيوتي

للملوك

والوزارات

السخيّة

وسفحتُ

جلَّ

شعري

في

دواوين

القبائل

... ...

وأكلتُ

نصفَ

شعري

من

عطايا

الكرماءِ

اللؤماءْ

... ...

إذْ

كتبتُ

عن

سعادٍ

وبثينُ

وأميمة

... ...

إنني

أذرفُ

شعرا

كلَّ

عيدْ

... ...

والدهورْ

قد

روينْ

جلَّ

شعري

... ...

ورمالُ

البيدِ

دوماً

قد

نقلن

كلماتي

كالبريد

... ...

تلهثُ

الأضلافُ

أضلافُ

الخيولْ

عند

حانـاتِ

الدروبْ

أو

عند

بيبان

الغروبْ

سدَّ

منها

ألفُ

خيـّاّلٍ

مرابيٍّ

عنيد

... ...

ها

أنا

يا وردُ

قد

طلـّقتُ

غيمي

ورعودي

للقفارْ

... ...

وحصاني

قد

عراهُ

الانهيارْ

... ...

ليت

شعري

... ...

فأنا

يا وردُ

تاجرْ

... ...

إمسحي

عني

التراب

... ...

غيرُ

مجدٍ

ما

أقولُ

من

كلام

... ...

نصفَ

شعري

قد

رهنتُ

للرغيفِ

واللباسِ

والنعيبِ

عند

أجداثِ

الملوك

... ...

ليتني

يا وردُ

بـومٌ

تنـزعُ

الأشجارُ

ثوبـاً

عند

عينيه

المهيبة

... ...

ضاعَ

صوتي

عند

صمتِ

السَدَراتْ

... ...

عند

ساحاتِ

المنازلْ

وبكتْ

فـوق

رفاتي

الكلماتْ

... ...

ويح

شعري

... ...

إنهُ

يبكيني

عصراً

ويقولْ :

ليتهُ

قد

عاشَ

شاعر !!!

... ...

ليتهُ

لو

مات

شاعر !!!

 

*هذا النص من ديوان البيت المتداعي الذي صدر في القاهرة عام 1995 عن دارنشر الحضارة العربية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1530 الاربعاء 29/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم