نصوص أدبية

امرأَةٌ خَلعتْ شُحوبَها / عائشة الحطاب

 

هاربةٌ إليكَ

مثلَ عصفورةٍ  تتيهُ بالذُّهول..

هاربةٌ أخطِفُ وجهَكَ،

وأَحتسيهِ ترياقًا لفرحٍ معطَّر..

أراكَ قنوطًا تَبدَّد في لساني،

فبتُّ في نشوتي زهرةً متأنِّقةً

ترقصُ لرنينِ الأَساورِ..

جئتكَ امرأةً خلعتْ شحوبَها،

ولبِستْ رغوةَ الموسيقى الأنيقة،

فَراقصْني يا ألقَ الحمائمِ،

وضيِّعْني في المتاهةِ بينَ لَيلَكينِ..

 أيُّها الأثيريُّ الذي تَهادى عشقًا

تتوِّجني وتقتاتُ سِحري

لذعُ رضابِ الجمر يقتلُني،

ويرشقني بأكاليلِ الغواية..

ما زالَ البحرُ قدحي،

وحواراتُ اللَّيلِ تمطرُ همسًا..

أحضاني مترنحةٌ في الزُّرقة

تتخطَّفني نداءاتُكَ لتعبقَ بأنفاسي

رحيقُ نبيذِكَ يُخمِّرني..

خرافيةُ أبعادي تنبثقُ في غنائي،

فما أنتَ إلا ناسكٌ في معبدي

أظنُّني أنوثةَ بوذا الطَّاغيةَ

بنبرتِكَ الوثيرة..

أذرفُ روحي قبيلَ الفجر

كي تتراقصَ البهجةُ في نسجِ ثوبي..

شموعٌ في نومِ الحرير

وشاحٌ في الضَّوءِ يخترقني..

لحظةُ الحبِّ سقطتْ عائمةً

في غيبوبةِ الحمَّى..

تذوبُ حواسِّي في شفتيَّ

شذًى راجفًا تهفهفَ في قلبي..

بدأَتُ أَسمعُ أعماقي تعدُو

تاهتْ نظرتي في ذهولي،

ورشدُ قلبي تعبَّق..

يولدُ اللَّيلُ كرومًا في عينيَّ،

فتأسِرني وجدًا برجفةِ الأعناب،

فأتبدَّدُ بيني... و... بيني!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم