نصوص أدبية

لا باب .. / علوان حسين

ثمة المرآة أمامك َ موصدة

والسرداب طويل .

ثمة الظلمة هوة ٌ واسعة ٌ

ضع يدك فوق فوهتها

وقدمك اليمنى دعها

تمس ظلفتها ..

هل رأيت كيف إنزلقت قدمك

ولم تمسس منها

سوى خطوط  يديك

وملمس ذلك النتوء الفظ ؟

ضع يدك جيدا ً هذه المرة

وأذا لم تجد بابا ً تدخل ُ منه

أرسم على فوهة سردابك

بابا ً تـُطيل ُ التأمل َ فيها

أو تراها مرتسمة ً

ولو في الخيال .

ثم ما حاجتك إلى باب ٍ

لا يوصلك إلا إلى عراء ٍ

لا شارع فيه ِ ولا بيت ٍ ؟

كتلة ٌ من هواء ٍ أنت

رتاج ٌ بلا باب

وفانوس ٌ تحمله ُ امرأة ٌ في الظلام .

لك حلم ٌ تحمله ُ في الرأس

وسراب ٌ كلما ملت ّ كي ترشف ّ قطرة ً

غصت ّ عميقا ً في بئر ٍ مهجور ٍ

ومطر ٍ من غبار .

نخلة ٌ كانت باسقة ً

وفاردة ً لنا ظلها

وما تساقط منها .. العمر ُ

نخلة ٌ تعيش الآن مهجورة

نخلة ٌ تنبت ُ في أرض الوهم

نُسقيها ماء قمر ٍ

تدلى على الباب

كقلب ٍ ينثر ُ الياسمين َ

في شوارع َ لا توصل ُ إلى بيت ٍ

وبيت ٍ لا باب فيه .

هذا السرداب ُ طويل ٌ

والفانوس معلق ٌ في سماء ٍ

تبدو نائية ً وغريبة ً

كلما وطأت قدمي مكانا ً

توغلت ُ حتى آخره

في سراب ٍ طويــــــــــل .

باب ٌ كلما لامسته بيدي

أظل ُ لوقت ٍ طويل ٍ

أبحث ُ عن يدي في الظلام

أينها الباب

وأين يدي

ومن يضع يدا ً مقطوعة ً على رتاج ؟

 

شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1535 الاثنين 04/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم