نصوص أدبية

لا ملوكٌ لنا ولا أمراءٌ / سعود الأسدي

 

ثمّ صارَتْ لنا بهمْ روساءٌ

ليتنا بعدُ لمْ نَرَ الرؤساءَ

 

كلُّهم قد تَحَكّموا

وأساءُوا ،

لم نجدْ منهم الذي ما أساءَ

 

وغدا الشعبُ مُعْدَماً

وتعيساً

فتعالَوْا !

وابكُوا معي التُّعَساءَ

 

شرّدونا بكلّ نَجْعٍ وصَقْعٍ

أيُّ حالٍ لمن غَدَوْا غُرَباءَ

 

ننشدُ العودةَ البعيدةَ عنّا

ونعيشُ الأيامَ وَهْماً رجاءَ

 

نتمنّى الأوطانَ بيتاً قريباً

كلَّ يوم نغدو بهِ بُعَداءَ

 

نَمْلأُ الأفْقَ بالدّعاءِ ضجيجاً

ليس في الكونِ من يُجيبُ الدّعاءَ

 

ضاقتِ الأرضُ والسماءُ بقومٍ

حين باتوا يسترحمونَ السماءَ

 

قد فقدنا أوطانَنا واتّبعنا

في الصحاري بذا الضياعِ رِعاءَ*

 

نِصْفنا صار بالحنين يُغَنّي

ثَمّ نِصْفٌ قد أصبحوا شعراءَ

 

ثمّ أولاءِ صار منهم أميرٌ

قد أضَعْنا عقولَنا لا مِراءَ

 

همْ شِرارٌ كما يقولُ بصيرٌ*

قد تعلّى بلا عَلاءٍ عَلاءَ

 

هاتِ شعراً !

وهاتِ قولاً صفيقاً !

واملأ البحرَ ،

والفلا جُهَلاءَ

 

وخطاباً به تضيقُ الأمالي

لا رُغاءً حسبتُهُ بل ثُغاءَ

 

أين علمٌ به تُصانُ شعوبٌ

قد قتلنا بجهلِنا العلماءَ

 

ما قَنَعْنا بذاكَ حتى ترانا

نتبعُ اليومَ عندَنا أدعياءَ

 

كلُّنا في الغباءِ صرنا سواءً

وأشاعَ التاريخُ عنّا الغباءَ

 

...........................

*رِعاء : رعاة مواشي .

*هو أبو العلاء المعري لقوله :

فِرَقٌ شَعَرْتُ بأنّها لا تقتني

خيراً وأنّ شِرارَها شعراؤُها

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1536 الثلاثاء 05/10/2010)

 

في نصوص اليوم