نصوص أدبية

أتَمَحوَرُ في عينيك / جلال جاف

ورهبة الانعزال.

ما هذه العيون

المكتظة بامواج الجنون

والخُبل والماء،

 واطياف الياسمين

 والنرجس الجبلي.

أستثقل الحياة

دون الموت في قلبك اليافع

الصغير الكبير.

يدركني جلدك الطري

في ناصية ليلي البهيم.

أجول في مشارف الفجر

للبحث عن قطرة دم

من صلب روحك

 لاقبلها

واعبدها ككهّان الفناء 

وعبدة الحلم الازرق.

ما هذه النهارات

المزدحمة بطيفك،

بصورك،

بعينيك المسافرتين

الى كل الدنيا:

الى الجبل

الى حيث المطر

 والضباب

وانهار الزرقة الابدية.

هناك في افق الهواجس

وبيادر الحلم السرمدي.

هناك في الفيئ

في الضوء

في غيوم الزمن

المتسارعة كالنبض،

كالشريان المبتور،

المنتحر كالتمعن الازلي،

كالتفكر الكامن

في جريان الموت الخالد.

كالوجد

أتمحور

في حلم أزرق،

في سفر

لا يشبه أسفار الشرق

لا يشبه اسفار الغرب.

سفر أزرق

في كنه الشمس

وروح القمر

ورفعة الجبل.

كالذوبان اتمحور

في عينيك،

في آيات الروح

في وجهك النوراني.

أتمحور في قرارتك

كحياة من البنفسج الندي

كولادة من نوع آخر

كآه لا يكلُّ من آه

كأشتياق فوق الزمان.

كاشتياق فوق المكان.

أتمحور في عينيك

أيتها الزقاء

يا امي

يا أم أمي

سيدتي

مولاتي

حبيبتي.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1536 الثلاثاء 05/10/2010)

 

في نصوص اليوم