نصوص أدبية

سـِـفرُ التـكويـن / عبد السـتار نورعلي

فوق سـكةِ المغارةِ المختلةِ القرنينْ ،

لا السالفُ يحوي  سـِفرَهُ التكوينْ

لا الحاضرُ يخفي وجهه بداية التكوينْ

والمسكينْ

محفورٌ بوجهِ الأرض مربوطٌ بأقدام المواعيدِ

وسـِـفر الجامعه .........

 

لا ، ولا القادمُ يروي نهره السـيّالَ

في خيال أطفال سـياط ِالملحِ

يحتمون بالأخدودِ،

والنارُ التي أصابتِ العيونَ بالعمى تدورُ في رحى الطواحينِ

تجولُ في تكيةِ المسـحورِ بالكلام

والسـيفِ الذي أطولُ من قامةِ فرسان الغبارِ والصراخِ والطنينِ

والخيلِ التي جامعتِ الهواءَ

كي تنتجَ عُهرَ الصوتِ والضجيج لا قافيةَ الأرضِ

مقالاتِ بحار القيد مكسـوراً على وقع سـيوفِ منْ رامَ وصولَ الشـمسِ *

قد حاكَ خيوط النور أحجاراً على أحجارِ أطلالِ ديار القفرِ

والأمة ُ تحبو ......

خلفَ احلام صلاح الدين

حين اجتاح قلبَ الأسـدِ اغتالَ نظامَ الدين في طريقهِ

وهو اسـيرُ سـجنِ القلعةِ المنسـيةِ المبنيةِ الآجر

من لحم صغار الطيرِ والجنودِ والعمالِ والزراعِ ،  

والعذارى ينتظرْن الفارسَ المقدامَ

القادمَ فوقَ الفرس البيضاءِ

بين صدره قلبٌ من البلورِ

في جبينه ختـمٌ من الفجر

وفي الغِمدِ زهورٌ من بسـاتين الهوى

غصنٌ من الزيتونْ،

ورغيفُ الخبز من حرارةِ الروح ،

وعشـقُ الوردِ من بريق تلك العينِ،

لكنَّ عمادَ الدين فوق الفرس الجامحةِ السـوداءِ

بالسيفِ الذي يحزُّ في الطريق أعناقَ الرجالِ

أرحامَ النسـاءِ

صبواتِ الفتيةِ العشـاقِ

فوق رأسـهِ شـعارهُ المنسـوجُ من فراش حضنِ الملكهْ

وهي تنادي خلفَ خصيان قصورِ النوم من سـلالةِ العبيدْ

فتناغي شـعراءَ الغزل، الغلمانَ نخاسَ قصورِ الغدرِ والسـيفِ

وقضبانِ زنازين الكلام خلفها النهارُ والشـمسُ التي

ما لامسـتْ وجهَ فقير الخبزِ يوماً 

والليالي جمراتُ المِحرقهْ ......

 

بالأمس يروي والدي أنَ حبيبَ الدينِ قد أخفى الذي في صدرهِ

خشيةَ أن يُغتالَ في الطريقِ أو يختفيَ الوجهُ عن الهواءِ والنوِرِ

و أن تختفيَ العائلة الكريمة الأصلِ عن البكرة من جذورها 

أن تـُقلَع الأعينُ عن محاجر الأحلامِ

أن  تُحرق آياتُ الكلام

عن طريق هذا الحشـدِ

عن سِـفر الكتابِ الناصع الجبينِ،

والقهوة قد صيغتْ من القصائدِ العصماءِ

والعرجاءِ

والعوراءِ

والبكماءِ

والصماءِ

والشـيخُ يداوي عجزَ فتيان الأزقهْ.

 

في مهادِ المعبدِ المحروق بالراقصةِ الأولى

سـالومي

وبشـَهْوات الخليفةِ مكرماتِ الدين

بالذكورةِ المقطوعةِ الأعراقِ للغلمان

في حراسـةِ الســيدةِ الأولى جِماعِ الليلِ

بالسـيفِ وبالنطع

اسـتدارَ القلمُ المصنوعُ من ضلع طيورِ الحبِّ

صوبَ الغابة المصبوغةِ السـيقانِ بالسـوادِ

والمطفأة الأنوارِ ،

مغموسـاً بنهر الدم ِ

والحبرِ الذي لم يسـتفقْ من هول صدماتِ حريقِ الدين .

 

أما القلمُ الآخرُ معطوباً ببيت المالِ

فالتفَّ على خصر خرابِ الدين والدم الذي يسيلُ

في كأس الخليفهْ ...............

 

وشـهابُ الدين يحكي بذرة التكوينِ في الســرِّ

يداوي جرحه المقروحَ من أزقةِ الفقر

يراعي وجهه المليء باللوحاتِ بالندوبِ

من احلام عشـاقِ طريق الفجر

والأسرارِ

والأنهارِ

والأشجارِ

والطيورِ

والأغاني المغرماتِ

بجياع الخبزِ

والأمِ التي قد غزلتْ من صدرها سـوراً

من الأدعيةِ المدفوعةِ الأثمانِ

بالأعصابِ

بالجراح

بالموتِ الذي يطرق بابَ البيتِ كلَّ لحظةٍ

ويفتحُ الأفواهَ من مطالعاتِ المقبرهْ ...

 

أيتها الأمُ التي ما عرفتْ غيرَ طريق المقبره ،

صُبِّي فؤادكِ في شِعابِ الرملِ والأحجارِ والمرقدِ

حيث التقيُّ النقيُّ الزاهدُ المقاتلُ الصُلبُ هو المدفونُ

اغتيلَ على مرأىً من التاريخِ

والجمهورِ

والثقافةِ المندحره ...!!

 

تشرين الثاني  2005    

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1536 الثلاثاء 05/10/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم