نصوص أدبية

أضاحِ الملك المغلوب / ذياب شاهين

 تضمخُ البيدَ أنفاســُـه ُ السكـــرى     تــؤجـجُ الرمــلَ أشــــواقهُ الجمرُ

سِفرا ًعلى الــكفِّ يخــطّــُهُ الشوقُ    يا ويحها الكفّ ُ يعدو بها السِــفــرُ

الروحُ في المـــاء ِغــرقى كملاح ِ     يساءلُ الموجَ عن حــالهِ الصخـــرُ

يا وحشة َالروح ِفي غيبة ِالجـــب      تساءلُ الجبّ َ: هــل مــسّـكَ الفــجــرُ

الـفـكـرُ كالنار ِ يطــاولُ الــلــيــلَ      خــيولهُ الحــلمُ وبـــرقــهُ   الصــبـــرُ

يخــتـالُ كــالجــرف ِ يــلــفـّـهُ النهـرُ    يا غربةَ الجرفِ لـو هــاجرَ النهــرُ

ونــخــلــة ُالــقــلب ِ زرقاءُ كالنـــــار  أتــمرُها الجــمــرُ أم  جمرُها التــــمرُ ؟

والـطـيـرُ كـالـبـدر ِيـغـازلُ الـسـفـحَ   فـهـــزّهُ الــــنـــوحُ والـفـضـة ُالـــبــدرُ

ضمـآنُ كالــجذر ِيــجــرّحُ الــطــينَ   مـا لـونـهُ الــطــيــنُ لــو مـصّـهُ الجذرُ

يـكـلـمّ ُ الــدودَ والــطيرَ والمـرعــــى  ويــنــثــرُ الــطـلع َمـن قـرنــه ِالــثـــــورُ

الريــحُ كالريـــم ِ تــغازلُ الــمرجَ   يــلــفـّـُـهــا الــعــشـب ُ والــمـسكُ والسُكـْرُ

ونــجمةُ الروح تهـــذي كــعرافٍ     يـــتلــو التـــعاويذ كـي يـَبْطـُـلَ  السـِـحْــرُ

الــدهــرُ كالفأس ِ يـقـطـّـعُ الــعــمـرَ  لا لـيـسـت ْ الــنــارُ لــو يــســأل ُ الـــدهــرُ

فــيــســمـعُ الــوادي نــايــاته الولهى هـــــل هـــدهــدَ الـجُـرحَ بكــفـّـه ِ الـعـــطـرُ

لا يـّحـسَـبُ الـعــمـرَ شــربا ً وأسفارا ما كــذّبَ الــحــان ُ لــو قـالــــهــا الــبـــحــرُ

لـكـنــه ُ الــعـمــرُ يــســري كــدولاب يـضـيّـعُ الــمــوتُ مــا طــالــه ُ الــــعــمــــر ُ

 

..............

ملاحظة:-

هذه القصيدة مكتوبة على بحر جديد تفعيلته الرئيسة(فاعولُ) أربع مرات، وهو موجود في دائرة المتفق الخليلية مع كل من بحري المتقارب والمتدارك ، ولم يشر إليه الخليل في عروضه، ومن جوازاته أنه يصاب بالخبن ليتحول إلى (فعولُ) وأحيانا يستكمل ساكن متحركه الأخير ليصبح (مفعولن) وقد يصاب بالطي ليتحول إلى (فاعلُ) وقد أطلقت على هذا البحر إسم بحر العراق، وهو موجود في الدائرة الثلاثية في كتابنا العروض العربي في ضوء الرمز والنظام.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1538 الخميس 07/10/2010)

 

 

 

 

 

في نصوص اليوم