نصوص أدبية

عبثاً! لا جدوى!

لذا أشعر سعيداً وحدي في هذه الدنيا .

يا للفرحة!

والذي يريد أن يكون رفيـقـي ،

فَـليقـرعِ الكأسَ معي ويغنّي معي

بهذا نشرب الخمرةَ حتّى الثّـمالةَ .

*******

 

وضعتُ هـمّي في المال والممتلكات .

يا للفرحة !

وبهذا أضعتُ السّعادةَ والجرأةَ .

وا ألمي !

تداولَـتِ النقـودُ هنـا وهنـاكَ ،

فما كسبتُـه من مكان ،

هرب إلى مكان آخرَ .

******

 

ثم وضعتُ جهدي في النِّـساء.

يا للبهجة!

من هنا أتَـتْـني المتاعب .

وا ألمي !

أخذت المرأةُ اللعوبُ تفتّـش عن رفيقٍ آخَـرَ ،

والمُخلصةُ أصابنـي الملـلُ منها ،

وأحسنُهـنَّ لم تكن لِـتُبـاعَ .

******

 

وضعتُ همّي في السَّـفَـرِ والتَّرحال .

يا للسَّعادة !

وخلفتُ ورائي عاداتِ وطنِ الآباء .

يا للألم !

ولم أكن مرتاحاً حقّـاً في أيِّ مكان قطّ ُ.

كان الطّعام غريباً لديَّ ، والفراشُ غيرَ مُـريح ،

ولم يفهمني أيّ ُ أحدٍ أبداً .

******

 

جعلتُ همّي في الشّهـرة والشرف.

يا للابتهاج !

وانظُـرْ ! وجدتُ أحدَهم يملك أكثـرَ منّي :

وا ألمي !

وحالما تمايزتُ عنهم ،

نظر الناس إليَّ بحسد ،

وأيّـاً فعلتُ لم يكنْ صحيحاً لأيٍّ منهم .

******

 

وضعتُ همّي في القتال والحرب .

يا للابتهاج!

وقد تسنّى لنا النصـرُ غالباً ،

يا للفرحة!

ولكنَّ الأمورَ ليست أحسنَ يا أصدقائي ،

فقد فقدتُ ساقـاً .

******

 

والآنَ وضعتُ همّي في لا شيءَ .

يا للبهجة!

وأصبحت الدنيا كلّـُها تعـود إليَّ .

يا للفرحة!

الآن يذهب الغناء ومشهيّات الحفل إلى النهاية .

آتوا على الخمر في كؤوسكم ؛

يجب أنْ تذهبَ آخـِرُ قطرةٍ منها !

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1539 الجمعة 08/10/2010)

 

في نصوص اليوم