نصوص أدبية

لن أنساكِ / سعود الأسدي

 

قد قيلَ :

إنّ الصّخرَ فيه قساوةٌ

والصّخرُ لي قد قالَ :

 ما أقساكِ !

 

بالأمس كنا موجتين تمازجا

في روضِ أحلامٍ شهيٍّ زاكي

 

فإذا الذي ما بينَنا بكِ قد غدا

من جفوةٍ وتنافرٍ وتشاكي

 

فإذا مررتُ بقربِ بيتِكِ مرّةً

ورأيتُ طيفَكِ من ورا الشبّاكِ

 

سارَعْتِ في إخفاءِ حالِكِ عنوةً

وحَرَمتِني نظري إلى مرآكِ

 

فأظلّ أنطرُ من مكاني واقفاً

متشاغلاً كي ترجعي وأراكِ

 

لكنْ أخافُ من الوقوفِ تحسباً

من أنْ تراني أمُّكِ وأباكِ

 

فأروحُ أصفِرُ في الطريق تحرّشاً

فِعْلَ المراهق في الصَّبا بصِباكِ

 

وأصيرُ أنظرُ من ورائي خِلسةً

وكأنني أبغي أشوف أخاك

 

فأراكِ تسترُكِ السّتارةِ خلفَها

فِعْلَ الغمامِ بنجمةِ الأفلاكِ

 

فأسيرُ كالأعمى كأنّي لا أرى

أحداً على طولِ الطريقِ سِواكِ

 

فإذا خفِيتِ بمنحنىً عن ناظري

أمشي بإصغائي لوَقْعِ خُطاكِ

 

حتى إذا غُمَّتْ خُطاكِ يسيرُ بي

من حيثُ سِرْتِ على الطريق شَذَاكِ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1539 الجمعة 08/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم