نصوص أدبية

بمَ التأسي / عبد الفتاح المطلبي

مع الزمان الذي لم يُبقِ لم يذر

كأنني ورداء الصمت يشملني

مثل الأوابد محمول على ضجري

كأنني حين أرجو ما أُُسَرُ به

كمن يفلي محيط البحر عن إبر

وددت لو أنني ما عشت في زمن

كل الذي فيه منسوب إلى الصغر

فليس فيه لخمصان بمولمة

قدرا و لا فيه آثار من الوضر

ولو تنازل يوما واستجاب لنا

أعطى و لم يعط غير الناقص النزر

هذا حساب سنيني كلها شبه

تتابعت كطنين ندَ عن وتر

و شاهدُ شهدوا من أهلها جنفا

ولم يخافوا بقلبي الله ذا الخطر

صرخت من حرِ قلبي دونكم حججي

هذا فؤادي الذي قد قُدَ من دبر

فأطرقوا ثم قالوا إنه بشر

و ما جرى ليس منسوبا إلى البشر

ماذا يراد بعمر تاه قاربه

و الموج فرقه حبلا على دُسُرِ

ألقيت مرساة عمري بين نائمة

وبين يقضانة لكن على عَوَرِ

ياعاذلي عند حملي للهموم لقد

أصبحت كالجرح بين اللحم و الظُفرِ

يا عاذلي و تأكد إن فيك أسى

مثلي ولكن بلا عزفي ولا وتري

كأنني إذ تراني أعتلي عمري

نضوا يجاهد خطوا فوق منحدر

لا تجدي نفعا أمانِ هن محض هوى

قتلن مجتمعات أو على زمر

إني و إن خلتني جذلا و ضاحكةَ

 

سني و لكن ضحكي فضلة الكدر

هبني جننت بحزني فاجتنب شططي

في الحزن إن الأسى نوع من النذر

و كن كما شئت لكن لا تلم فلنا

حالان مختلفان  في الدعوى وفي الصور

قد مر فينا الهوى كالريم أفزعه

من الكناس اقترابا صولة النمر

و ما لنا و ذبالات نبادرها

بالزيت تارة تخبو ثم بالسهر

يوما و يومين أو شهرا نماطلها

ستنطفي بليال بعدها أخر

 

 

 

 

في نصوص اليوم