نصوص أدبية

هذيان / سعود الأسدي

 

وجفنُكِ بعدَ جرِّ الميلِ أضحى

جميلاً !

 في جميلٍ !

في جميلِ !

 

وقلبي صارَ عصفوراً تهادَى

يرِفُّ جَوَىً على غصنٍ بَليلِ

 

أميلُ إلى تأمّلِ ما أراهُ

ويعجبُني كغُصْنٍ

أنْ تميلي

 

وخدُّكِ زِرُّ وَرْدٍ

ضاعَ عمري

وأنطرُ

نشقَةَ الخدِّ الأسيلِ

 

وفي شفتيكِ

لا أشهى!

وأحلى !

كذَوب الطّلِّ في الشهدِ النسيلِ*

 

فمُرّي في خيالي مثلَ طيفٍ

فلا أشهَى من الطيفِ المَخِيل

 

ففي ظِلِّ الرموش رأيتُ حالي

كأني منكِ في ظِلٍّ ظليلِ

 

ومِلْتُ إليكِ باليُمنى لِضَمّ

ولكنْ كفُّكِ اعترَضَتْ مُيولي

 

وقلتِ :

أخافُ من أحَدٍ يرانا

فتغدو الناسُ في قالٍ وقيل

 

ودَعْني كي تغيبَ الشمسُ عَنّا

لنغرَقَ في لَظَى شوقٍ جزيلِ

 

فقلتُ : أنا بأمرِكِ

فأمُريني ،

على ما تأمرين يكنْ نزولي

 

ولكنْ قلتِ :

أخشى الليلَ يمضِي

قصيراً في مدى الهجرِ الطويل

 

وإنَّ الليلَ لا يكفي لِيَشفَى

غليلُك يا خليلي

من غليلي

 

فكمْ من طالبٍ شيئاً كثيراً

وقد يرضَى ،

ويقنعُ بالقليلِ

 

فَمِلْ صوبَ النخيلِ فلا يراني

سِواكِ ،

وبعدَها أطلقْ سبيلي !

 

فقلتُ :

قُبيلَ بَوْحِ الفجرِ كَلاّ

ونطرَبُ للطيورِ

وللهديلِ

 

فقالتْ : من سيكفلُ

قلتُ :

حبّي ،

ولمسُ يدي ،

وبستانُ النخيلِ

 

فراحَتْ

وهي تضحكُ ،

وهي تجري ،

وغبنا في سويعاتِ الأصيلِ

 

مكثنا ليلة ،

وأطلّ يومٌ ،

وقبلَ العَصْرِ

هَمَّتْ بالرحيلِ

 

فصرتُ كأنني في ظِلِّ ليلٍ

بصحراءٍ أسيرُ بلا دليلِ

 

فيا لَهْفي !

أهذا كانَ حُلْماً ؟

أو الهَذَيان من حُمّى عليلِ ؟!

 

......................

*النسيل : العسل إذا ذاب وفارق الشمع .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1545 الخميس 14/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم