نصوص أدبية

تنهدي .. عطرا سماويا / فائز الحداد

 

لسيدة العمق .. كل نوافذ البحار

 للأرض العطشى.. فيوض الرضاب

للمطر الناهم  .. حين ينتهك الصحارى

للقمر .. يئن قنديلا بليل وجهك

كنـت ألمح في أقاصي القرار ..

خط تماسي .. في شهادة الإنتهاك

وروحي تصعد كماء الأراجيل ..

وتهبط بشهقة قلب ،ـ يعلن ثورة عينيك

لا لن تكوني  قبلة ، تستجلي الغياب ..

بشفة كأس فارغة الضمير

وأنت تلوحين كعصا الليل ..

حتى تلاشي الحلم بالحلم

تنهدي عطرا ، يا لبوة العصيان

لأعدو كهاجر الأرض ..

من إنوثة الماء.. اليك ِ

فلن أهرب في سطوة المآل

سأحرر روحي ، التحاما بجيوشك المحتملة

زماني لم يعد مقود طاعة لجوع  المواعيد

عيناك وحدها ، أزلي المباغت  في دموع التقصي

أبحث عنك في الرؤى ، ياخرافة الطين

ورغم تركات الوجع .. أنسى سيلملمني بحرك

ولوساربا في ثلج التأوهات

فمن منا  ..الهارب ، المتوجع  ، الناسي ؟

كيف أنسى ، وعلى شرفتي ..

تركتِ مفاتيح شوقك ، وأبحرتِ في دمي بلا زورق ؟

فملأت أصابعي بالدموع ، خلف مراكبك الهاربة ؟

وأشعلت السجاجيد نحيبا ..

بلى  ..

وغدوت عصفا من موج ، يسحرني بالغرق ؟

يامساء الأوراق الغامقة ..

قمران نحن في عملة الأنا ..

ياخاتم القبلات الصغيرة ..

ياسليلة دم الليل ، في انتصار المفاتيح

أنتِ .. منفى العمر في هزيع الموانيء

وبعينيك ..  سأبحر  سادرا  بتعاويذي

ولن أتعوذ بالحب من شيطانك العظيم !!

أيتها الحب في قسوة السجود

لا أريدك محتلة في سباء الحب

سأجري ، كدم جارية لجهنمك العصا والعبيد

وجراحي تزأر خلفك  كالرياح

أدفئيني بفم ، يشدو المفاتن ناهما ..

كطير يحلم باثداء النهر عشا

أكمليني  في صورة آدم  و .. تفاحة

لأزهر قداح خمرة لعنادل الليل

أورثيني خصب ثغرك كي أفوز ..

بثمار جناتك التي لاتنتهي

سأسبح لها  .. برمش طفل في ولادة الحليب

وأشمّع كفي جناحا لتماس  الحواس

لقد توضأت بثلجك المميت ، وتوحدت بك

ولن أذوب ، إلا وتحط شمسك على كتفي

فأنهار شمعا وثنيا  ، على صدرك الراهب

لا تنظري .. لتاريخ صلاحيتي  على علب النساء

لقد  شطبت التواريخ والنهارات والعطور البائسة

وزفيري ، ما بات يعمّر قهوة النعاس بالسكرين

أنفاسك في تحية المساء ، تديم احتمالاتي بالجدوى

ووحدها.. من تراقص أفنان طيشي

أناشدك ياللتي ، قبل غروب الطفولة بالمواعيد

أن تديمي قداحات طيشنا

لنعلو كالمجانين في أزيز السجا ل !!

فمن أين لي .. بمصائد الحلوى ..

وقلبي مسجور برغيف هاتفك البخيل ؟!

أحبك متهجدا ..

بكل جنان الأنس وجنون الجن

فياليتني شوكة ، في جيش تويجك الملكي

أنتظر حمى الشهد  لزفرتك الفائرة

بقلب بركان لا ينام ..

وهل للبركان من قلب ؟!

فأي جسارة  نساء تحملين في الصمت ؟

يا إلهي .. بحجم حروب الأرض  ، أتنهدها

وآه ٍ يتيمة تتقصّف ، على بابك في حيرتي

أسأل ، متى يصير سلامك إشارة حب بيننا

وشعري جواز مرور لجناتك ؟

سأتبتل كآحيين النحل ، على رحيق زهرك ..

حد ما أصرخ .. تخارجي عن فطام النهي

يا عصا النار والعبيد ..

فثلجك ، سيتناثر فوق مرجل شاربي ..

وأنا أتلظى بك  ، كفقاعات الحليب ..

ا

    ل

       ح

          ي

             ب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1547 السبت 16/10/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم