نصوص أدبية

ترضية / سعود الأسدي

وأنسلُ من ثيابِكِ كلَّ خيطٍ

له شِبْهٌ بخيطٍ من ثيابي

وأطردُ من سحابِكِ كلَّ غيمٍ

له صِلَةٌ بغيمٍ من سحابي

فإن كنتِ العُجابَ

فلستُ إلا

عُجاباً فوقَ ذا العَجَبِ العُجابِ

فكوني مثلما تبغينَ وامضِي

ذهاباً ليس يحظَى بالإيابِ

وكوني قِمّةً من فوقِ رَضْوى*

عَلَتْ في قمةٍ فوقَ  الهضابِ

وسُدّي البابَ !

ولتُرْخي حجاباً !

وإلا فارتدي غيرَ الحجابِ !

فإنّكِ لو سألتِ رجوعَ يومٍ

كما قد كنتِ قبلُ فلنْ  تُجابي

فشقّي الثوبَ ،

وانتحبي طويلاً

بإيصالِ انتحابٍ بانتحابِ

وتوبي توبتين ،

فلستُ أعفو

إذا لم يمضِ عمْرُكِ في المتابِ

بعثتُ لك الخطابَ لتقرإِيه

وما أدراكِ منّي ما خطابي

ولا أرجو جوابأً منكِ كلاّ

لانّي لستُ أطمعُ في الجوابِ

كِذابٌ منكِ أعهدُهُ  قديماً

وهل مثلي سيفرَحُ بالكِذابِ ؟!

عذابُكِ في حياتِكِ ليسَ مني

وما هو بانتقامٍ من عذابي

وإني رَغْمَ ما قد قلتِ عنّي

أراني لا أعجّلُ في حسابي

فإن كان السِّبابُ فأكثريه

فمِن شفتيكِ يحلو لي سبابي

ويُرضيني إذا أرضاكِ عيبي

ولكنْ لستُ أرضَى أن تُعابي

وددتُ لو انني أغدو دموعاً

عليكِ لكي أسارعَ في انسكابي

وأغسلُ راحتيكِ بدمعِ زهرٍ

إذا دمعي أبَى أيَّ انصبابِ

 وإنك تعلمينَ مدى افتتاني

بحُسنِكِ ،

وافتتاني لا يُحابي

وأعلمُ عِظْمَ ما بكِ من حنينٍ

فهلاّ تعلمينَ بِعظْمِ ما بي ؟

وهل لاسمي لُعابُك سالَ شوقاً ؟

كما قد سالَ من شوقٍ لُعابي

إذا ذُكِرَ اسمُكِ انتعشتْ عروقي

وكدْتُ لذاكِ أشرَقُ بالرُّضابِ

لك العُتبى رِضَىً مني لترضَيْ

وقد يرضَى الغضوبُ عن الصحابِ

أُثابُ إذا رضيتُ وإنّ مثلي

قنوعٌ ليس يطمعُ في الثوابِ

تعالي نمسح الأخطاءَ مَسْحاً

ونسلكُ في الهوى دربَ الصوابِ

فما حَسَنٌ نظلُّ على نزاعٍ

نُعاني في الهَوَى طيشَ الشبابِ

فإنّ البحرَ

يخشعُ في سكونٍ ،

ويغرقُ بينَ أحضان الحَبابِ*

وجمرُ الشّهْبِ

يغدو في الليالي

رماداً ،

وانتشاراً كالضبابِ

وإنّ الريحِ

تهدأُ مثلَ طفلٍ

غفا في حِضْنِ مُرضعةٍ كَعابِ

وقلبُكِ بيدرٌ يسعُ الصحارَى

وقلبي مثلُهُ وُسْعُ الرِّحابِ

تعالي !

بالعباءةِ دّثِّريني !

فبي حُمّى تُقَشْعِرُ لي إهابي

وكمْ اشتاقُ عطرَكِ فاغمُريني

ببوحٍ منكِ من فوحِ المَلابِ*

وهاتي من كتابَكِ !

واقرأي لي !

قصيداً ليس يُوجَدُ في كتابِ

وفي غزَلٍ نذوبَ جَوَىً وشوقاً

كماءِ الوردِ في كاسِ الشرابِ

وعن شمسِ الشروقِ فلا نُبالي

كذلك لا نُبالي بالغيابِ

ويكفي الغيثَ ينزل في حقولٍ

فتُخرجَ شطْئَها أرضُ اليبابِ

 

..........................

* رضوى : اسم جبل .

*الحباب : طريق الماء ،

أو معظمه عند اختلاف الأمواج .

*الملاب : نوع من العطر .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1549 الاثنين 18/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم