نصوص أدبية

أيام وأحزان / عبد الفتاح المطلبي

في البحر من غرق إن كان قد غرقا

وهل  إذا جفّ نبت الروض تسعفه

إن  أمطرت  غيثها أو أمطرت دلقا

هبني  أعيش   فما   نفع  الحياة  إذا

أضعت  فيها  سواد العين و الحدقا

وهـل تلــذ لمحـــــــزون مشــــــاربه

وكلما ذُكروا أحبابه شــــــــــــــــرقا

يومي   كثوب   عتيق  بائد    خلِق

بينا  يُرتّقُ   خرق  فيه  إذ  خُرقا

ما سرّني في حياتي ما سُررت به

حتى   توقد   بالأحزان   فاحترقا

و لي مع  الدهر  أيام  أخالسهــــــا

بعض  الوفاق إذا أرخت لي الوَهَقا

فما عدوت ثلاثيني التي انصرَمت

كالدهر حتى استحالت هامتي يققا

منذ   الولادة   حسي  أنني  هَرِم

ماكنت من يومــها غَـــــّرا ولا نِزقا

إني  سقيت زماني  من  دمي  عَللا

كمن  يغذيَ  من  شريانه   العَلَقــــا

شدت عُرى الحزن ميثاقا معي فأنا

والحزن صنوان مع ْ بعضيهما اتفقا

يسير  جنبي و يصحبني  و يتبعني

كالليل  هوّم  لا  يعجزه  ما  وَسِقا

أِلفتَهُ   و اجتباني و انتسبت   لـــــه

إن رمتُ صمتا تلضّى ثمّ بي نَطَقا

أي المصائبِ لم تعرفه بي عَلَــــــما

أيُ المباهج تنسيني إذا انطلقـــــــا

أنا  و  قلبي و تجوالي  و  مشغلَتي

نصاحب السهدَ و  الآهاتِ و الأرقا

تهيم    نفسي    فترديني   بمنزَلَقٍ

من  الوساوس   ما  أقساه  منزَلَقا

عضضت جرحي مرارا كي أعَلمَه

أما   التئاما   على  ما  فيه أو ألَقا

من طول ما أسبلت عيناي دمعَهما

غصّ  الفؤاد  بفيض الدمعِ  فاختنقا

ياسائلي  عن  حياةٍ  لست   أملُكها

سلني عن الحزن في قلبي وكم خفَقا

ماذا   أُأمل  بعد  الراحلين  و ما

نفع السؤال سوى أن يورث القلقا

 القلب   عبد   لحبٍ  أنت   ملهمه

فكيف بالعبد إن مولاهُ قد أبِقــــــــا

 للــــــه قلبي وقد خلّفتِــه  وجِـــــلا

يجيلُ طرفا ويوسعه الهوى فَرَقــا

 سلّمت  أمري  لربي إنّه حكــــــــم

للـــه قبل الهوى شــــأن بما خلَقــا

بينوا  كما شاء للبينِ الهوى  أجلا

  أودعتكم  يا منايَ  الناسَ  و الفلقا

 

عبد الفتاح المطلبي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1554 السبت 23/10/2010)

 

في نصوص اليوم