نصوص أدبية

ام رافت / فاطمة العراقية

 فلأغرابة. والعراقية دوما تصلب واقفة لأجل من لا يهمهم تشظيات الآخرين ،وقتل الفرحة في قلوبهم.

 

لا اطيل انها (ام رافت). بطلة قصتي لهذا السرد الواقعي. الذي افرزه التغير المدلهم.. والى الآن لن تنقشع حلكته.. والسبب. ان هذا لك !! وهذا لي ؟؟!!

 

من القتل على الهوية مرورا بلجة الموت بين غياهب الطائفية المقيتة التي وضعت اجندتها من جهات خارجية. لتضعف وحدة العراقي. وهمته في ركوب الموج نحو التغير الصحيح والحقيقي..

 

سيدة مغرقة بحزنها كنواح طفل فارقته امه.. تثائبت السعادة امامها. وهي تسرق اجمل سنينها. وعنفوان شبابها. طارقة ابواب البين المنقوش بمفردة الفراق ، حين ترملت في سن العشرينات. و هذا منذ زمن عبرته

. حقب خوالي. وماضي امتد الى االسبعينات. حين فاجَأ ها الموت مختطفا زوجها. شابا جميلا بعمر الثلاثين. متداعيا بالسكتة القلبية.. تاركا وراءه.. طفل بعمر الخمس سنوات.. وبنوتة بعمر الثلاث..

اذن هي الخسارات. وحكم القدر من يشوه سعادة بيت هانيء. طرزته انامل امراة شابة رقيقة وجميلة جدا كجمال الفنانة المصرية (هند رستم).

ابنة تربت في بيت مترف ،واكملت دراستها الجامعية. لتصبح بعدها. باحثة اجتماعية. تولج في مشاكل المراهقين والمراهقات.. تدرسهم وتطعمهم مفاهيم صحيحة ونقية. وكذلك تعيش همومهم البيتية.. (صدقوني اعرفها جدا رقيقة كما النسمة لاتتلفظ الا بالجمال والعذوبة).

 

اعود.. بعد مصيبتها بفقدان الزوج.. اتخذت العهد. وتحزمت بالصبر. والمكابدة على ان تخلق من الطفلين مستقبلا تفخر به امام نفسها. وامام المجتمع الذي يقول (المرة متعرف تربي).

واجهتها انانية العمومة لصغارها. حين طلب عمهم الزواج منها. وبعد الرفض القاطع من قبلها ،بدت المنغصات. والارهاق النفسي المستمر. الى ان اخذ منها ماخذه. كل هذا وصورة المستقبل المشرق لطفليها لم تفارقها..

وفعلا مرت السنين. وكبر الولد ليصبح مهندسا ماهرا متفوق جدا في عمله. مما جعله محط انظار المحبين اليه. وتكريمه في الكثير من الايفادات خارج القطر مستفيدين من جوهر عقله وخزين المعرفة التخصصية لديه..

 

والبنت ايضا اكملت بكالوريوس الصيدلة. وتزوجت. كل هذا امام وتضحية وجع الأم وقلقها المزمن عليهما..

 

كذلك تزوج الشاب (رافت) راسما الفرحة بعيون والدته المتعبة. هذا. والايام حبلى بالمجهول الساكن خلف انهيارات التغير. وما هاج وماج منه في شارعنا العراقي...

وتكبر البلوى.. جالبة معها كارثة التهجير.. واتت التعاسة دون ميعاد لتقلب كل ايامها الى نكد ورعب لاينتهي.. هاجرت السيدة مع عائلة ابنتها وعائلة ابنها.. مغادرين لدولة مجاورة.. تاركين كل غال ونفيس. وجهد عمر افنته في بناء مستمر..

وماان استقروا.. حتى بدا ابنها في الذهاب والأياب من والى العراق. كي يسد مصاريف المعيشة.. فلا معيل سواه. وكل شي ضاع وسلب..

 

وفي يوم لاتعرف ملامحه.. جاءها النبأ المشؤوم. ان وحيدها صرع بطلقة الطائفية.. مضرجا بدم نقي طاهر لايعرف مايجري. والى الآن لم ترى حتى جثته. ولما. واين قتل.. والسبب انه....................

 

صدقوني وجدت هذه السيدة قبل شهر تماما ،. وكانها كبرت اضعاف عمرها) مفجوعة تئن ولاينتهي انينها... حينها تراءت لي صورة الأم التي يجسد شخصيتها مكسيم غوركي في روايته (الام) البطلة ام بافلوف.. قلت تعال غوركي وانظر. كم ام بافلوف عندنا.. وكم ام لقرغيز ايتماتوف التي فقدت اولادها الثلاثة ،وابيهم. ووو. اعتقد ان امهاتنا فقن كل الأمهات على وجه المعمورة بما عشناها.. وفقدناها..

********************************************.

اعذورني لكن هو الوعد مني ان اكتب عن تلك السيدة الكبيرة. النخلة العراقية التي حنتها ،مطامع المرضاء في عراق الخير. والمحبة..

وقلت فيها..

.............................

 

ياخبث شيطان من بخلدك

والقديسة الجذلى بوحيدها

عتقتها الظنون فرحة عودة.

واجتراح مسرات.

.. وسفن الموت.

والعاشقيين لوطن

المنايا.. كلها

تروم من وجهة \

امي

موت العنادل

ولون الشباب

وورود الفلذات

اطياب ليلهن

تحتله الاشواك

جرحا داميا.

اواه... والغمام يودع الأحباب.

ونواح الفراتيين..

وخضب الشواطي..

يعربد بنا.. عراق

تغادره

زهور ارضه

ونشيد الصبح

بالغ الصوت البعيد

لافيروز.. لا طير الشمال..

(نايم المدلول حلوة نومته مسلهم عيونه وناثر كذلته)

ترنيمتها الأزلية...

فاطمة العراقية

من وجع امهاتي الازلي.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1555 الاحد 24/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم