نصوص أدبية

سفري إلى حيث أقفُ! / إبراهيم الغالبي

***

 

تمضي لأبقى على جمري أحار به

من لي بلحظة ماءٍ إن نأت مدنُكْ

***

 

أغرق في دخان الليل

أنسج لي جبة و عمامة ..

و عصا أهشّ بها

على قطيع من نساء وهمي

صامدٌ أنا .. حدّ أني أجوع كل مساء

وأعرى كل صباح ..

و أهرق كلّ مائي في الظهيرة

صامد أنا .. حدّ احتراق الوسن

بحلم يئنّ .. يئنّ .. ثم يموت

***

 

خيطٌ أراه ..

يلوح أمام المرايا

موصول بين وجهي الذي غاب قبل عشرين عاما

و ظلّك الذي يحضر ملتصقا بالضياء

كم حاولت عيناي أن تمسكاه

أن تشدّه أكثر ..

لعلّ عاما واحدا يسقط من وجهي

أو قطرة من الضوء تفلت سهو اللقاء

***

 

أشتهيك .. واستحي ..

لن أخجل إلا من حبيبٍ

مثلِك ..

يمضغني عتابا

إن سافر الحرف فيما لا يشتهيه.

***

 

 دورتي حول نهدك ..

تستغرق ألف حلْمةِ تقطرُني

قبل الوصول إلى نهرك

عليّ أن أقف على ضفتي مترعا بك!

حكاية أني منفيّ عن عينيك

تسترعي انتباهي لفرط الغربة

***

 

كما لو أنني بدأت للتو

أحمل بعض الموتى العابرين إلى قبورهم

شعرت بمللٍ يقتل رغبتي

في أن أدفن آخر أسرارنا معهم

أن أقبس من الموت عبرة صديق غبيّ

أن أصدّق التفاصيل التي تذمّك ذماً

تنتهك حرمة الشعر

في وضح سريره الملطخ بالشوق

تركت لأجلك كل هذا الغباء

و سافرت إلى حيث أقف منتظرا ..

مجيئك الذي لن يجئ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1559 الخميس 28/10/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم