نصوص أدبية

من حكايات الليلة الثانية بعد الألف (1) / مهند التكريتي

 

في سياق إغفاءة متخثرة

نامت عند جدائلها

أورام الصبر

نهضت دمعة مستكينة

لتعانق ظمأ ً خبأ شيبك

بكمثرى العيون

وبوح طبول شبقنا الوردي

عند مسامير اللقاء

فنسقط من كوة الحلم المدمى بالكلام

لنرزم عند جرح مسافاتنا

إطلالة شهرزاد المكبلة

بأقدام الموج القرمزي .. وهو

يتخطف رحلة السندباد

بين همزة وصلة ٍ من شرود

ورمزية تستوطن الاندثار

وتخمة أقدارنا الجاثمة على أرصفة اليوم

وهي ترتل ( أنشودة المطر)( 2 )

مطر .. خطر .. همر

بغداد

(أتعلمين أي حزن ٍ يبعث المطر ؟ !

وكيف تنشج الآهات

إذا) الدم ُ ..

(انهمر

وكيف يشعر الوحيد

فيك بالضياع )

إذا الدروب  .. حوصرت

وأقبل الهمر

تلوح في هجيرها

أنشودة الخطر

مطر .. همر .. خطر

كأنها النشيج المتكرر من خبز حقولك

وحنجرة السياب

كأنها استغاثة عذوق النخل

فوق رمانة الانكسار

تطوف على تفاحة الذاكرة

كقط ٍ مراوغ ٍ بقميصك المقدود

فوق صباحات الطف

فتصنع عند فتات مراياها

حساء ً يلوك قافية قُراك ِ

بحروف تدمغنا بالوصايا

وترصفنا فوق عيون اللقالق

كعلامات التعجب

وتلتقط ضجيج ومضات مبعثرة

لسيل جناحات تحلم بقضم النوافذ

عند رذاذ الزمن الساكن خارج عروقك

يحاورها صمت أطراف مبعثرة

يجتاز رجيع الدقائق المتخبطة في الأزقة

حيث ترقص عقاربها

لتلتهم صمت اللحظات المعجونة ..

بقارورة صمتك

أيتها الشجرة المغروسة

 في ثقوب الدائرة المشرئبة من بقايا دموع

لامست جمرة الصبر

اجتري .. من فتات ضلوعي

صفقة البكاء

وانكسار الطين

عند غربة القمر المستدير

غربلي من بقايا

ترنيمة المطر المهزوم

وكؤوس هروبنا عند قافية اليوم

إلى أهزوجة الانقسام الخيطي المستعرض

كبكتيريا نامت

بين ضفائر  حلم أعمى

لامس

قارورة الانهزام

 

بغداد 2004

 

.................................

(1 ) النص الفائز بالجائزة الثانية لمسابقة نبع العواطف الأدبية

( 2 ) انشودة المطر :- من قصائد شاعرنا العراقي المشهور بدر شاكر السياب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1560 الجمعة 29/10/2010)

 

 

 

 

في نصوص اليوم