نصوص أدبية

حرف يحتضنُ نفسه / أديب كمال الدين

على وجهها الذي أتعبه الزمن.

دعْها تقول

حتّى لو انتحرتْ في آخر القصةِ البليدة.

دع القصة البليدة تتكرّرُ كلّ يوم.

دع النافذة تنفتحُ بقوّة

لترتبك الصورة العارية في الهواء.

دع التلفون يرّن ويرّن دون أنْ تقلق.

دع المطر يهطلُ بغزارة

لتشرق الشمس، بعدئذٍ، بصخبٍ أصفر.

دع الشبّان يصرخون في الشارع

والشابّات يلبسن اللاشيء.

دع الزمن ينهمرُ من نافذةِ العمر

أو من نافذةِ الفندق

والساعات تدفعُ بعضها بعضاً

في ازدحامٍ عجيب.

دع المدينة تلهو

وبرجها ينهارُ بهدوءٍ شيئاً فشيئاً.

دع الطائرة تطيرُ على ارتفاع

ذراعٍ واحدٍ من الأرض،

ودع الأرض تعبثُ كما يحلو لها

وهي تحفرُ ما لا نهاية له من القبور

لأبنائها الأوغاد والمنفيين والسذّج.

دعْها أرجوك

ففي النهاية

لن تكون أنت

سوى حرف أضاعَ نقطته،

سوى حرف يحتضنُ نفسه

وينامُ وحيداً

مثل يتيمٍ طُرِدَ من الملجأ.

 

أستراليا

www.adeebk.com

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1561 السبت 30/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم