نصوص أدبية

طرق على صفيح فارغ / عبد الفتاح المطلبي

نتأت فيه أوهامهم

كالمسامير

لا يهمها خدش جلدي الوحيد

وقالوا اتكيء

ولما رفضت

رحت أقرأ ما تيسر من خوفهم

***

 

يا سَموم الجنوب

هبّ علينا

لقد هدّنا بلل الروع

و استكانت رطوبته في الضمير

وأنت تعلم

أن الضمائر من طين

إذا لم تجفّ تموت

***

 

قريبا

عندما يأخذنا الليل في أحضانه

نتسلل عبر دروب الأماني

نكتب ما نشتهي

ننشره كغسيل بيوت الصفيح

على حبال مهترئة

***

 

اعلمي أيتها الليلة البارحة

نحن سيان

كما برحت سأبرح أنا

لكنك ستدفنين أسرارك

أما أنا

فلن أستطيع مواراة سري الوحيد

جثماني 

***

 

الآن وطني في خريفه

علمت ذلك من كثرة الغربان

الغربان  سوداء و مشؤومة

لكنها تصرخ

لا..لا...لا

***

 

أينما أذهب

أصادف أنبياء

مثل باعة متجولين

عيونهم دائمة البحث عن معجزات

بين تلال القمامة

يتمنطقون بسيوف

مبجلة باللغة

و مبجلين عراة في ليل بهيم

علمت إنني الخاطيء الوحيد

هاهم ينتظرون قدومي

***

 

يا لهذا الدرب

كلمايشتعل رأسي شيبا

تزداد وحولهُ

***

 

هل يدري قاطف الوردة

إن قطفها أبغض الحلال

وأن عطرها بعض أنينها

و قرمزها الباهرعويلها

وكلما يشم تويجها

تغيب عن الوعي

***

 

أقبح ما في مدينتي

بؤسها

وأقبح من بؤسها

قوّاد ذاك البؤس

***

 

الغربان ليس لها وطن

كل صيف تستبدله

بوطن آخر

***

 

عصافيري تطير

لست أدري

على أي من الشجر تحط

فلرب على أغصان تلك الشجرة

باذخة الجمال

تنتظر الأفعى

***

 

أيها الخروف

طأطيء رأسك للبرسيم

لا تشغل بالك بالمصير

فوق كومة الشوفان

فأنت مأكول مأكول

***

 

رآني أضحك صامتا

طفر الدمع من موقي

لجسامة ضحكي

راح يواسيني ببكاء ثر

بكيت ضاحكا لأواسيه

كفكف وطني دموعه

بمناديل من أرقي

***

 

إذا مات الفرات

ومات دجلة

هل يكفي العراق ليكون ضريحا

آه يا له من ضريح طويل

يبدأ بأكفّ القتلة

ينتهي بابتسامة الشامتين

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1562 الأحد 31/10/2010)

 

 

في نصوص اليوم