نصوص أدبية

أناشيد / ذياب شاهين

 

أبصرُ خلفَ العُقَبِ

الخضراءَ

ضواعَ دمِنا

ونشيجَ النَجماتِ

على سطح

الدار

 

أبصرُ

عيونَ فراخٍ لائبةٍ

تحلمُ

بحريرِ خطواتي على العتبة

ما أعذبُ كفِّ العتبة

آهٍ ...

سيدةَ الحلمِ

ما ضوعُ  رحيلي

 بعد هجير الليل

ما لونُ

الوحشةِ

في بوحِ الحجراتِ

فلتقدي شمعَ الغربة

في خشبة

وضعيها

عند ضفاف النهر

كي يأخذها الموجُ

علّ "انانا"

يطعنُها الثورُ

وتبكيها

آلهةُ الوجدِ

لكي

نشجو غدَنا

*** *** ***

 

كالحنطةِ

يا قيثارَ الليلِ غنائي

شهيتان

مثلُ سرادقاتِ ملكٍ منتصرٍ

شفتاي

أنا

ناطورةُ العراجين

النخلُ الذي أنطرُهُ

ماعاد بلادي

البينُ صديقٌ تخلبني

عيناهُ

هال على شرفاتي

ريشَ الوحشةِ

 ستائرُ بيتي باردةً

العطرُ

قتيلٌ عند المرآة

تلطّخُ حكايا"ليليث"

جدرانَ البيت

وجواريرى

مناديلٌ

صدئة

آهٍ

سيدَ المراعي

إيّان لقاك؟

يامن تشتاقُ أمواهَهُ

جداءي

*** *** ***

 

بعيدٌ

أنا..أنا

بعيد

بينكِ

حيطانٌ

عساكرٌ

حواسيبُ                                 

وبيني

 

زنبقةٌ زرقاءُ

شذاك

يعْولُ

في عيوني

لطفاً

حماماتُ الماء

بحبيبتي

يا لأوروك الوئيدة

ما أتعسَ

"أوتو"

وهو يهيلُ الخوفَ

على قلبِك الصغير

أبصرُ

نشيجاً  يخلبُ كفّي

من قاعِ

التابوتِ

 

آهٍ

 يا كفَّ الرمل

أكانَ شهيا دمعُ فتاتي؟

من علّم

 أصابعَك ثلجَ الموت

ورسمَ

الدود

*** *** ***

 

سوسنةٌ

أدماها الصخرُ أنا

الجمرُ

صقيعٌ في صدري

وخريفُ

الحُزنِ

يطلّ كئيباً

من كانونَ الى كانون

أقراصُ زبيبٍ زادي

حباتُ شعير

أو قمحٌ

الدار صيامٌ قاتم

وخوابي الخمر

صليلٌ ناعم

كفّي لاهثةً

تبحثُ عن صوت حبيبي

يا للدار

ذاويةٍ كعنق ِ حصان

شبقي

قمراً من عاج يتكوّر

ناياتُ حبيبي أخرسها البعدُ

آه يازهرَ النارنج

آهٍ

 ياعصافيرَ(مشهد الشمس)

خذن إليه

شهدي وعطوري

صوتُ حبيبي

طلعٌ

يؤبّنُهُ عيدُ البوقات

*** *** ***

 

الثعالبُ الخضراءُ

خلوفيةُ العيون

غلّقتْ

الدروبَ

كلَّ

الدروبِ

اليكِ

دونَك

ليلٌ

موحشاتٌ شرفاته

دونه

بيدٌ

عاصفاتُ الموجِ

مرخاةٌ

جدائلُ

سدولها

أنى للعذراء

 أن تبرقَ

والثريّا

معلقةٌ

بأمراسٍ قنّبٍ

الى

قاع

الوادي

مشدودةٌ

صبواتها

تبذخُ لألئ حدقاتها

على

غواني زرقةِ الليل

من؟

يأخذُ حريرَ صوتي

و

فزعَ نجومِ العتمةِ

الى

شرفاتِ  الدار

من

ينثرُ أوراقي على

العتبة

آهٍ أخيّة

من ؟

يحكي لي عن ليالي

شهرزاد

والسعلاة

ويضفر

جدائلَ أشجاني

برحلات

سندباد       

أنىّ لي أن أنسخ عيون

الأختام

أنّى لي

أن أكسرَ سرايا الأرقام

وأرجعَ

في يومٍ ماطرٍ

إلى بغداد

أنى لي؟

 

رحماك

يا حواسيبَ الحدود

تذكّري رقمَ جوازي

واسم عروستي

وموسيقى

ضحكات الأولاد

************

 

أيها الحبيبُ

الغريبُ

تُعْولُ الريحُ

تمشّط بدموعها

جدائلَ السدرات

بكفّيها

تطرق صدرَ الباب

تنثرُ الاشجارُ

شعرَها على الجدار

تكشفُ

عن صدرها الرخام

تفاحُ الفردوس

كمينٌ

يتربص للافعى

كي..

تسقطَ فيه!

 

غربانُ الصفصافات

تستدرج...

ظلالَ الموت

كي ترسمَ شهقتها

عند الزقورات

أشجارُ التين

وشهوةُ

نساءِ المعبد

فلْتقفزْ

آجرَّ الأسوار

إلى حجراتي

فالوجدُ سوارٌ

أذرفهُ خلفَ البابِ

تلقفُهُ العتبة

أين يداك

روحي

هائمة كصبايا الموجِ

جدائلي

ترقصُ كأسرابِ سنونواتٍ

في أقصى

المرج

قميصي يفتحُ عينيه

كسّرْ

هذي الاقفال

تعال

با الله عليك

تعال

*** ***

عاليةٌ

و

بعيدةٌ فضتك

حين تغدقُ

ضواعَها

على

ستائرَ وحشتي

وإذ تميد لوجعي

أسوارُ "اوروك"

يورق

آجرّها

رجالا عقاربَ

فأيّةُ أجمةٍ تأويني

أو أيُّ دار

وجنودُ "الكالا"

تلهثُ

خلفي

تطلقُ

على شجني

النار

أتبصرين؟

سكاكينَها

فؤوسَها

هواتفَها النقالة

حواسيبَها

حين تنشرُ الشِباكَ

تحفرُ

الخنادقَ

لتصطادَ فرحي

إليك

بسناراتِ ريائها

وفي ظلّ

شمسٍ مقطّعةِ الاوصال

تودِعُهُ•

زنازين

رعشتِها

أتبصرين

النوارسَ

وهي تندبُ المياه

من يبلّلُ  شفاهَ؟

 شقرّاقات بساتيننا

ويطفئ

مشاعلَ "الأنوناكي"

من بالحنين

يلطّخُ الحرائقَ

وبالضياء

يخضّبُ

ذوائبَ الظلام

•••

من

 

*****

 

في الأفق•••

قال لي العرّافُ:

أبصرُ رعداً•••

تذخرهُ

سرايا غيومٍ

مقبلةٍ

وبناتُ الليالي

تنفخُ ريحاً دامسةً

تسحبها الجنّياتُ

•••  ••• •••

في الحلم•••

حدثتُ العرّاف:

رأيتُ•••

"أبرهة "الأصفر"

تأكلُ

من على رأسه

جندُ الطير

تدوس

كتائبَهُ

أفيالٌ عظيمةٌ

من الفولاذ

تقذفهُ السماءُ

بسجيلٍ

من

 نار

ورأيتُكَ تطوفُ

على الشرب

بصافية

في الحان

رأيت

فتاةً

تلقي القبلاتِ

على الغادين

وهي تقول:-

ارجعوا "اوروك"

أيّها الغرباءُ

فالحياة

التي

تبغون فيها

ودونها

الموت

*** *** ***

أيّها الزوجُ الجميلُ

قسماً

بكل مافي

قلبِ

المرأةِ من غيرة

وبمياه بابل

القوية الغزيرة

ألاّ يدنوَ

شُرُفاتي

من

سرقَ

بذارَ الأرض

وألاّ

يقاسمني

الليلَ سواك

فلْترجعْ "أوروك"

ذا•••

هو"أنكيدو"

قد شذّب

أوصالَ الثورِ الوحشيّ

وجاء برأسِ

"خـمبابا"

الى ضاحيةٍ

في أوروك

أنقرْ

كفّيك على أصبعتي

كفّي

فأرةُ حاسوب حسناء

أنقرها

بذهبِ سبّابتك•••

نقرةٌ

نقرتان

تتوهجُ

شرفاتي باهرةً

كسرب

حمامٍ في أيّار

•••  •••     •••

•••  •••     •••

 

ملاحظة

هذا النص من ديوان أناشيد الذي صدر في العام 2003 عن دارالكندي وقد كتبته في العراق في العام 1999،النص يتخيل حوارا بين رجل مغترب لا يستطيع الرجوع وامرأة تنتظره في داخل العراق، تفصل بينهما الحدود اللعينة  وهو ما حدث لي لاحقا أسوة بالكثير من أخوتي العراقيين.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1565 الاربعاء 03 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم