نصوص أدبية

جفن الفجيعة* / بلقيس الملحم

مغلقة على نفسي رجاء النوافذ

متحسسة وزن أصابعي

حجم أنفي

رطوبة لساني

والهواء الذي يمر ساخنا

دون أن ألعقه

أو أقرر الوقوف أمامه

.

.

لم أفض إلى نفسي

والموقد الأخضر صار جليدا

دما خاثرا

أو قل حكاية براغيث

صاروا يجتمعون كل قمامة في يوم قديم

يدعى ثلاثاء الأحزان

أو قل ثلاثاء العظام

.

.

بغداد مجنون موت بلادي

فكل الموتى يموتون من الأعلى

إلا نحن

يموت الفرع

والطحلب

والبنفسج

والحماقات

والأقدام الخشبية

والأصوات شاحبة في عنفوانها

وسيدة النجاة

نحيلة ممتدة

تعدد مواسم التراب

وأرواحا تعارفت بقبلة وداع

.

.

بغداد

طويل هذا الغروب

مثل فرحة عجولة

مثل حلم فاسد

مليء بالذباب

يثقبني كدود شرس

فأنزُّ رمادا

مطرا يتنفس بصعوبة

.

.

أنظر في عيني الرصيف

فيقرضني

أحاول علك مائي

-أفراحنا صغيرة مثل حنطة أمي- أبلعها دون أن أبوح

أن أسرق من رأسي صوتا جهوريا

أن أحرق الكوابيس لأقول:

ذاهبون إلى الخريف أراهم

إلى طنين من حفلة مفخخة

..

لكن

الأطفال يقتسمون الخسارات

فتسقط تفاحة الله

يسقط حبل الغسيل

الضفادع تنفق

الصمت يأتي متأخرا وباكيا

الشمس تستقيل

والنجمة الغاضبة تبدِّل دورها

لم نوقِّع مع المسيح عقودا- تعلن فور اختفائها-

لم نحرث الهواء

ولن نبيع لكم أكياس الضياء

.

.

يا لخسارة الوطن- يولول أحدهم-

لا أحد يسمعه

لا أحد يعود

جميعهم ينتشرون

يبيعون الدموع

وتحية الصباح على حد سواء

وكركرة الروح التي ما خبَّئوا عنها قلق الرياح

يضربون بسياط جوعهم عجلات السماء

خاوية هي الأخرى سيقانها

نافقة فوق غيمة يابسة

وبنفس الساقين الخاويتين

 

بلقيس الملحم/ شاعرة وقاصة من السعودية

 

.............

*كتبت إثر المجازر التي حصدت المئات في بغداد- حادث كنيسة سيدة النجاة في بغداد ومناطق مختلفة منها- 2-11 – 2010ر2010م م

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1566 الخميس 04 /11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم