نصوص أدبية

مجد بـــغداد / حكمت مهدي جبار

فأبكيت قلبي بنهر دمـــوع منـــهمــرا

أعرف انك تخفين شكوى اعرفــــــهـا 

ولكني لم ازل بــــعد فاقد الحيــــــــلا

فأعذريني من زمان موحش.فأنــــــي

لأشكومثلك حينا من الدهـرقد مضــى

أهل السلطان على مرالدهورفقدواالـــ

زمام و لم يسترواوجهك الحســــــــنا

أستغرقتـهم عروش الملك في الأرض

فنسوا أن الحكم مهــما طال مقتـصرا

حتى انبياء الله..   الله رافعهم بعليــائه

وتلك الدهــــــــور للملوك لم تدمــــــا

ولم يبــقى في هـذه الأرض من خــلق          

الا وجـــه الخالق البـاريء المــتعاليـا

كم من كروب مرت بأهل الخــيرفهل

رأيت يابغداد ذلا في أهـــل الكرمــــا

سجدت لله في محرابك في كل فريضة

وأنقطعت عن نفسي للسماء متـضرعا             

أني يا بغداد دون مجدك لا وجـود لي

أبقى بين الظامئين أجرع المـاء علقما

أطرق رأسي أجلالا لدجلتك الخجلـــى 

ومن فراتك العذب أغط الرأس مستحيا

أن الدموع التي انهملت علــى وجنتيك

ليست دموعا عندي بل دما نــــــــزفـا

يا أم الرجال الصيد في قلب الوغـــــى

ياحضن الصبايا ومهدالصغارملتحفـــا

كم من زمان وأنت تبــــثين حـــــزنك

على فقد الرجـــال من أخ وجد وأبــــا

اولئك الذين مزجوا ارواحــهم بروحك

*(كما تمزج الخمرة بالمـــــاء الزلالا)

كم رجوت يا أم المدن أمنــــــا بأرض

فلم أجد لي مثل ربوع أرضــك مرقدا

أني شــــــديد الوصال بــك فلم تـــقدر

الأقدار ترمني بالصد عنـــك أبـــــــدا

كم عبثت غربــــان البيـــــن بمنازلك

ولكنها لم تبدل(مكان الأنـــس أيحاشا)*

شمسك يا بــــــــغداد لم تأفل ولم يقدر

دعاة الشـــر من حجب ضوءك المتقدا

وأن شــــــاءت الأقدار أن تحل سحابة  

في ســـــماؤك فلن تمنع الأرض النجبا

حتى وأن أصر البــــغاة ببــــغيهم فأن

ســــــطوع مجدك في العليــاءموصولا

أتيه في لجة حســـــنك الأخاذ *(فلاأدري

من التيــــــــه في فردوســك  مــن أنـــا)

 

......................................

*الأجزاء من الأبيات مقتبسات من شعر(ابو سعيد الخراز) شاعر صوفي   

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1570 الأثنين 08 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم