تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

إعترافات أمام مذبح أبونا (وسيم )!! / آمنة عبد العزيز

هي نفسها التي تحدثت عنها مطولا مع أبونا (وسيم) وشاكست روحه في حوار مازال طعم لذته الأنسانية فوق بياض لساني المتخشب لوعة على فراقه السريع!!

 

قلت هذه النخلة لها بنات وأبناء وعمات وخالات في كل مكان من أرض العراق تحت قباب أضرحة الأولياء الصالحين وبين ضريحي العباس والحسين وهناك عند ضريح ذي الكفل أحد رسل اليهود وفي بيت جارتنا سامية النصارانية نخلة مقدسة بالتراتيل وهناك حيث بيتنا القديم نخلة كثيرا ماحكيت لها (سوالف) محبة طفولية، وهناك ملايين النخيل في أرض السواد شهدت حزننا وفرحنا وعانقت غزل العصافير والبلابل وأطعمت الجميع حلو الشهد دون منه  وذبحت أيضا وقطعت روؤسها أسوة بنا وهي ذاتها الحانية بسعفاتها الآن  تضللنا من حر الصيف، كان أبونا وسيم ينصت بأبتسامه رقيقة  ثم قال: الرب جعل من هذه النخلة رمزا للألفة والعناق بين أخوة الأنسانية دون تفرقة وهي ذاتها شهدت ولادة السيد المسيح وتساقط على مريم البتول رطبا جنيا وهذا ماجعلها شاهدا على محبتنا على هذه الأرض  الى ماشاء الله، قلت له لكني لا أعرف لماذا أنت أخترت أن تكون قسا وبريعان عمرك الثامن والعشرين؟ أليس من حقك أن تتزوج وتنجب   وتتمتع بملذات الحياة بعيدا عن الرهبانية وتعبد الله في ذات الوقت؟! قال:

 

المحبة وهبتها لله وحده وأخترت أن أنذر ذاتي وجسدي وما أملك له ولعباده خالصا فهذه فلسفتي حيث مابعد الموت الخلود الأبدي والعيش الرغيد الذي لا يفنى أمام حقيقة الأجساد البالية ..

 

لم أعلق كثيرا على كلام أبونا وسيم لكنه كان حريصا على مراسلتي بين الحين والآخر وأبداء رئيه في كتاباتي التحقيقية والتي كان بضمنها تحقيق عن كنيسة النجاة وكيف قال لي بالحرف الواحد (أعداء الديانات يتربصون بنا مسلمين ونصارى وديانات أخرى) لكن الله هو واهب الحياة وهو قابضها!!

 

أعترف الآن أمام مذبحك أبونا وسيم أنك ذبحت في غفلة من عقول ضالة فكأن ذبحك في قداس الأحد كان حياة أخرى ستخلدك في قلوب جميع المؤمنين العراقين.

 

فسلاما عليك أخي بكل الديانات وبكل ما أنزل الله من الآيات وسلاما عليك بأسم الأب والأبن والروح القدس آمين ..

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1571 الثلاثاء 09 /11 /2010)

 

في نصوص اليوم