نصوص أدبية
مــلهـــــاةٌ كــونــيّة / ذياب شاهين
كالسيفِ يطــاعــنـنـي نــَــزَقـــا والـــقلـبُ يــفيـضُ فيغـمـدُهُ
مــسـّـتْ أنــصــالُ حــدائــِقــــهِ روحي فارتحــلتْ تــــنشــُدُهُ
عــجــباً لــلقـلبِ يـُـنازعُـــــنـي عــــرشاً يتـعرى مـِـــسنَــدُهُ
وبقــــيــتُ أنــوحُ فـيأســـــرُني لــحْــنـاً يــُشجـــيك مـُغـرّدُهُ
كالـعـــبد أبــــاركُ طلعــــــتـَـهُ وحــنـايا الــروح تــــقلــــدُهُ
هــمــسُ الــعينــينِ يـؤرقــــُنـي فـــــيقــيدُ الجـمرَ ويخــمـدُهُ
سبـحــانَ لســــــنٍّ يــسـحــرُني ســبــحانَ الــلـــهُ منــضّــدُهُ
آهٍ لـــنـــبــــالٍ يـــطـلــــقـُـــــها فــــي الصــدر يـنــامُ مـهنـدُهُ
أطــلقــتُ خـــيولَ مــحبـّتــــِنا فــي الكـــونِ فعــادتْ تحسدُهُ
حطّـــــتْ في جــيـديَ أنـجمَــها عـــِقــــــداً قـــد رنَّ زمـّـــردُهُ
ورسمتُ الصورةَ في عـــضدي فـــتعــجـّبَ مــنها مـعــضـدُهُ
يا ســهــمــاً يفــتحُ فـي كبــــــدي دربــــاً عـــــيــنــــاهُ تــعــبـّـدهُ
كالــغـصنِ يـلاعــبُ فــاخـتـــــةً قـــد شـــقَّ عـــلــــــيـها أمـلـدُهُ
مــجــدا لـــلـــروحِ وتـــوأمِــــها بــــيـــن النـاريـن تــمجــــِّــدُهُ
والــقــلــبُ إليــهِ عـــلى ســــفــرٍ مـنـــهـــوكاً ظـــــلَّ يــــواجــدُهُ
لا ضـــوءَ يــنـــــــيرُ لـهُ الـــدربَ ثـــَـمِــلٌ بــالــيــأس ِتــجــلـّـــدُهُ
هــل فــي الكــفينِ ســـوى قـــدرٍ يـُـسقـــيـــهِ البـعــــدَ ويـــوردُهُ
يشـــفينــي خــدُّكَ مــن سـَقــَمي يـــا لــيتَ جـــفونـَك تُـرشِـــدُهُ
الــخــطوُ مــعــاكَ إلــى قــــدرٍ لــــو راودنــــي ســـــــأراودُهُ
في الــقـــلـبِ رياحٌ عــاصــفةٌ يـشـــقيـني إلــــيــكَ تـــمــرّدُهُ
يــرتــاعُ كـطــيــرٍ مــنــكــسرٍ لـــو جـــيــدٌ مـنــكَ يـعانــــدُهُ
كــغــريــقٍ يــبــحـثُ عــن كـف ٍ فــلــعــــلَّ كـفـوفـــــكَ تـُنجِــدُهُ
لــو شـَـــفـَـةٌ مــنــكَ تــودّعُــهُ مــَــن ذا مِـــن بــعــدكَ يُـسْعدُهُ
سـفـحـتهُ عـيـونـُكَ بـلا خـفـــرٍ ونــعـــاهُ الــلـــيــلُ ومــرصــدُهُ
حُــمـمٌ مـن حـــبــكَ تــنــفــجرُ فتـشــظــّي الــقـــلـــبَ، تـــبــدّدهُ
شَــرارُ الــوجـــدِ وجـمــرتُــهُ تـــنــهــالُ عـــلــيهِ وتـحـــــصدهُ
يــا ويــحَ الـــنــارِ بلا حــطبٍ لــو جــــاهــدَها ســتـُــجـــاهـــدُهُ
فــكـأنيَ هــِمْت ُعـلى شَـجَـني صـريــــعُ الــعــقـــلِ مــــبــــــدّدُهُ
كــالنــهر يــسـيرُ بـلا هــدفٍ يُـنـكـــرُهُ الجـــــرفُ وغــــــــرّدُهُ
شَــرَقــَتْ عــيــنــاي بـطـلعتهِ واظـــلـمَّ الــبـــدرُ وفــــرقـــــــــدُهُ
فــاهـتــزَّ لــساني بـــلا لــغــةٍ يــهـــزجُ بـــالــوجـد ويــنــشــدُهُ
أنــــسٌ صــادتــني عــيــنــاهُ أم جـــــانٌ قــطـفـــتــنــي يـــــدُهُ
عـــجـــبا لنـــصالٍ يــُطــلقُها عــــجــبـاً لــلســـــهـمِ يســـــــدّدُهُ
ويــــلٌ مــن ريــمٍ يـأســرُنـي لـو صـــادَ "يــعـــــزُّ تــصيــــّدهُ"
الــنـــأيُ كــمــانٌ يــعـــزفــُهُ يــريـــقُ الــصــبــرَ ويــفـــســدُهُ
ويــبــاغــتُ كــلَّ مــغـــــــردةٍ بــالــشــــدوِ لــخــــلٍ يـُـبــعــــدُهُ
تــُبكــيهِ صــدور ٌ عــاطّـــلـةٌ كــالعـــقــدِ بــكــــاهُ زبــرجـــــدُهُ
الــموتِ يــخــبُّ علــى مــهــلٍ يــخــشــاهُ الــروضُ وأســـودُهُ
كتـــرابٍ كـــان وكـــنـت لــــهُ قــبراً يــــبــليــنــي تــأكــســدُهُ
أقــسمــتُ فـما ليَ من قسمٍ لـــــو ضــاعَ الـحـــبُ أجــدّدُهُ
فـي الحــلــمِ أطـلَّ بضحكتهِ صــوراً يــتــرائــى مَــشـهــدُهُ
الــقـلـبُ يـقـومُ لــها فرحـــاً والـروحُ تـــنــطُّ فـتــقــعــــدُهُ
مذهولاً أُقـــطـعُ في راحــــي فــيــضـــجُّ الحــسنُ وســيـّـدُهُ
كسـقـــيــم ٍ يـنــفــرهُ الـــداءُ يـنـــعــــاهُ الأهـــلُ وعـــوّدُهُ
ورضابٌ بــات يـَــحـِـجُّ لــهُ يـُـســقــيــهِ الــراحَ تــشــهّــدُهُ
رشــــأٌ يـسـبـيـني تــــــأودُهُ بـنجـــيــع الـقــلــــبِ أعــمّــدُهُ
أبو ظبي
03/11 /2010
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1578 الثلاثاء 16 /11 /2010)
