نصوص أدبية

الشعر في غرفة الانعاش

 

مقطوع الجناحين

أو زهرة ذابلة في كف ضرير

أو رقصه غجرية تجاوزها الدهر

أو كرسيا متحركا فوق الماء

أو نوتة وترمهذبة

 تصلح لكل زمان ومكان

ومن قال أنه لاذ بالفرار على ظهر بغل كهل

هل الشعر قد مات حقا؟

هذا ما صرح به كتاب الروايات

في غفلة من أصدقائهم الشعراء

 الذين انقلبوا ضده

وغرسوا سدرة دامية

 في طريقه الوعر

ولم يخرجوه من ورطته

بل وضعوه في كهف مظلم

ولا زيت في المصابيح

 

هل أضحى الشعر كالفراشة التي فقدت لونها

ثم أسقطت جنينها تحت ضوء شمعة

حين فاجأها المخاض العسير؟

 

ومنذ ذلك الحين

والشعر يعاني بداء الانفصام الشخصي

فهو يسمع أصواتا غريبة

    لا  هي شعر ولا هي  نثر 

 

في الواقعة الأولى من نوعها:

استفاق الشعر من غيبوبته الطويلة

التي كانت تنتابه في غرفة الانعاش

وصاح بأعلى حنجرته :

النثر أفضل من الشعر

وصار يرددها

حتى أغمي عليه

ولم يتمكن الشعراء من انعاشه

ففارق الحياة...

 

بن يونس ماجن

لندن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1579 الاربعاء 17 /11 /2010)

 

في نصوص اليوم