نصوص أدبية

دائرة الإله

يعلم بالذي يدّعى بقدرته ومعارفه الغير عادية، أنه قريب الرب واضع الدستور؛ وبأنه هو القانون. يدّعي امتلاكه القداسة كما الله لأجل ذلك امتنع عن خدمة الشعب ورأى الاحتكاك به مفسدة و انتهاكا صارخا لربوبيته.

 لما دخل الرجل الغريب مقر الدائرة و استقبله الإله في مكتبه و الأرائك مبثوثة قال له قبل أن يتكلم:

ــ أتعلم أم انك لا تعلم، أني أحيي و أميت؟ و أني مانح الرزق والسكن؟

قال الرجل الغريب:

 هو الله أحد،

 يبدّل من حال إلى حال،

 فكن رئيس البلد،

 بدل مولانا وتخطّى المحال.

بُهِت الإله وخاف من مولاه السميع، تكسر في هواه الوثن؛  الإله طرد الرجل الغريب كما يطرد الأنبياء، أوصى عباده بإخراجه محروما من حق نفسه.

 

المعجزة

الكاتب الفيلسوف الذي لا يؤويه أي مكان، كان يصنع الفرح بقصصه و بأبطال الحب؛ لكنه استقال؛  أمتهن حرفة جديدة، تحوّل وقته إلى معتقل رهيب.

 الفيلسوف حين يسهو يرسم في خياله دائرة الكلاب، حين يسهو يترنم باللحن الحزين ؛ في طقس صلاته يَحْبَكُ الحادث المتوقع وقوعه، الحادث المروّع، يرسم لوحاته يضفي عليها تعقيدات تعميقا لسلطته وحريته؛ داخل ذواته الكثيرة كان يفسّر الكون ويحطّم إله مدينته في صور متجددة بكيفيات مختلفة ليشفي غليله من الإله الذي ينفع أتباعه و يضر الكافرين به.

 أذاع عبدة  الإله الخبر: حرّقوا صور الزنديق وانصروا ربنا، فقد خبّرنا نباح كلابه بما في روح عدوه من شر.

  تيقن الفيلسوف بأن ربه منجيه وانتظر المعجزة.

 

couple متشابه

قال لها:

خضرة عينيك حديقتين،

  يا طائري الوديع،

أنت دليلي  للخلاص،

 وروحي غرقى،

 ولا عاصم من المقدّر،

 في طوفان الحياة الهالك.

 وقال لها:

 أنت القطا،

 بشيري لأرض الأمان،

 حيث ينحصر الخطر.

ولأنها دمية غيره

ألصقته في خيوطها

منتظرة الذي رحل.

لم يكن يعلم شيئا

عن حمام الحداثة،

 الذي لا يشبه حمام ما قبل الجاهلية،

 لم يكن يعلم

 أنّ خضرة عينيها خنجرين،

 واحد في القلب و الآخر في الظهر.

وأن سفينته

 لا تشبه سفينة نوح

 و بدل النجاة من الغرق

هو يحترق

 بحطب ما اقترف البوح.

لم يكن يعرف أنّ حبه منسوج

بخيوط العنكبوت

وانتهى المشهد بغير فضاء الأمكنة.

لأن في الحقيقة الرجل

 كان مثلها يكذب

 

خالد ساحلي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم