نصوص أدبية

قصة قصيرة جدا: إكليــل الــورد

إكليل من الورود كان كافيا لكي تستسلم البطلة بين ذراعيه، وتسلمه شفتيها بغنج ودلال.

هي أيضا قد تكون كذلك لو أهداها إكليلا من الورود الحمراء، منذ مدة كلما دخل إلى البيت، يجدها كالمجنونة تصيح وتسب وتلعن قدرها، أمامها جفنة تصبين، وأكوام من الثياب المتسخة، تميل أحيانا على اليمين لتقذف بحذائها نحو أحد أطفالها المشاغبين، وطبعا فحركتها تكون مصحوبة بالشتيمة المعهودة:

-الله ينعل بوك...

من المؤكد أنه يوم الحظ سيربح اليوم ما يكفي لسداد جزء من ديون صاحب الحانوت، ولا ضير من حماقة صغيرة تعيد لحياتهما بعض الدفء والمودة المفتقدة.

حين دخل مبتسما وهو يحمل إكليل الورود مزهوا، كانت جالسة بأحد أركان الغرفة الضيقة من بيته القصديري، كانت ترضع آخر أطفالها وهو يمتص ثديها المكتنز.

مد إليها إكليل الورد كالمراهق قائلا:

-اشتريته لك

قطبت بين حاجبيها وصاحت:

ـ حماقيتي الراجل، الدراري  ماشبعوا  خبز وانت شاري الورد -.

 

حسن لشهب.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1091  السبت 27/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم