نصوص أدبية

غَيْـرةُ حَبِـيـبِـي

على مَرمى انْشِطارِ الحُدود

*

لكن..

مِن خَلفِ عتمَةِ الحُلُمِ المحظور تعودُ ؛

مُطِلاًّ بِرِقِّ أقمارِكَ

تُراقِصُ وجيبَي كلَّ مَساء

*

ها أنتَ تؤوبُ

إلى باحاتِِ عينيّ

تنسَكِبُ هالاتٍ مِن شلاّلاتِ ضَياء

تُنيرُ مُحيطَ حُروفي

تَجوبُني مُذنّباتُ الذكرياتِ

وتَهيمُ بِمَساراتِ أوراقي البَيضَاء

*

في مَداراتِ القَلبِ المُعنَّى بالشّوقِ

تَتحالقُ ارتِعاشاتُ الكَلماتِ

وبِمَدادِ الأحلامِ

تَتناسلُ أجِنَّةُ الآمالِ

تَتراقصُ شغَفًا

وتَرتقدُ بأرْحامِ اللَّقاء

*

سَحاباتٌ ثَمِلةٌ

تَحُفُّ بِهِ

تظلّلُ شوقَهُ

*

حبيبتي ..

شهيّةٌ رائحةُ حضورِكِ

أشتمُّ صهيلَ لَهفاتِهِ

بِرمادِ قلبي تُذكينَ حُبًّا أخرسَ

على سفوحِ حرفكِ تتقافزُ أيائلُ مَشاعري

وباخضرارِ واحاتِكِ تُزقزقُ فِراخُ الحَنينِ

تُعمّدني أمواجُ الأحلامِ

ويَغمرُني طوفانُ العواطفِ

لكن ...

*

ما لونُ عَينيْكِ الآن ؟

أتُراها بلون النّعاسِ والاختمار؟

أم تُراها بلونِ الحزنِ والبهار؟

*

أما علّمتْكِ أشواكُ الوُردِِ

كيفَ تَخِزُ الأنفاس؟

كم تَشَّهيتُ الموتَ غرقًا بينَ شفتيْكِ

بَحرٌ أنا .. أرِقُّ .. أثورُ

*

أتربّصُ بكِ بينَ أدغالِ الكلمات

على مَدى مسافاتِ الحروف

أقتنصُ تَمائمَكِ .. علّكِ تحرسينني

أو تَقْ ....

*

أنت .. لن تكفّي عن سَكبي بقوالبِ الحُروف

أنتِ .. لن تتوانَيْ عن اغترافي بِسحرِ الكَلِمات

وأنا .. لن أكفّ عن بُكائي الشّهيِّ

دَعِيني ...

دَعِي المجاديفَ تأخذُني بعيدًا عنكِ

دَعِيني أتبدَّد في ....

*

ربَّاه ..

كيفَ يَغدو الألمُ في .. طَواحينِ الوقتِ ؟

كيفَ يَغدو الوقتُ في .. أعاصيرِ الحُبِّ ؟

ألعلِّي أغدو شوْكًا يتكلّلُ بالوَردِ

ويتشرّبُ عِطري ؟

*

أتُراني تُشكِّلُني الأقدارُ دَمعًا خانقًا ؟

تَنْـزِفُني الأوجاعُ أنينًا صَامتًا ؟

وتُسدلُ على بُؤسِي سَتائرَ الأَعذار ؟

*

في مَتحفِ المُنى تتسربلُ العُيونُ حَسْرةً

زهراتُ فُلٍّ تَترقرقُ

على

ضِفافِ المُقل

تَنمُو .. تَتعرّى

تَسقطُ

زَهرةً

إثرَ

زَهرة :

أُ حُ بُّ ك !

*

قَطراتُ شُكوكِكَ عادتْ

تَشتعلُ ..

تَنسكبُ

على

وجْنتَيّ الحَقيقة

تُجدّفُ ألسنةُ غيرتِكَ / تُسهبُ في الالتهابِ ..

تَندلعُ نيرانُ ظنونِكَ بأهرام حبّي ..

تَتآكلُني / تَلتهِمُني

و.. تَتلذّذُ أَنت !

*

تَستعِرُ شَهوتُكَ بِاحتِراقي ..

تَتعطّرُ برائحةِ اشتعالِي

تَشربُ ظنونَ خَمرتِك

تَسْكرُ بأجيجِ عَذابي

وَ .. تَ تَ بَ دَّ د

*

...اعذرْني

لستُ أقوى على اقترافِ ََتبَدُّدِك

*

اِرحلْ ودَعْكَ مِنّي ؛

أنا في هذا القَحطِ إلى .. يَباب

جَداولُ مَوسِمِي جفّتْ ..

تناهبَتها قوافلُ السّراب

*

اِرْحَلْ ..

ابترْ أعناقَنا

ولْتَنـزِفْ دِماؤنا وقودَ سراجِ الذّكريات

*

أيا ظِلّيَ الحَميم

بَهوُ قَلبي تَكتنفُهُ عتمةُ الانكسِار

أبدًا ..

ما كانتْ عينايَ عاريَتيْن منك

أو من ملامحِ وداعتِك

كاُلآن وكاللّحظة

أنا

مَن كانتْ كلماتي عطرَ سِحْرِك

ما أشقاني

يَشطُرُني حسامُ تَبعثُرِك !

*

أأثْمرَتُكَ نُدوبًا على جَبينِ عفوِك !

تتناوشُني أنيابُ اُلحزنِ ..

تنهشُني ..

وتتهلّلُ دماؤُك

*

أتَحتَفي أعراسُ اُنبعاثِكِ باضمحلالي ؟

كيف ..

كيفَ وأنا مَن كُنْتُكَ .. وَجُلُّ كلِّي فِيك ؟

أنّى لي أبترُني مِن إدمانِكَ

وأُعلنُ عن كُلِّكَ فِطامي ؟

*

آهٍ مِن عواصفِ خيالِك

تَهُبُّ صافِرةً .. تُلاطِمُ قِنديلَ فَرحِي

تَسكُبُ آخِرَ قطرةِ زيتٍ

بِمعبدِ قلبي .. وتَحرقني

أأُطفِئُني ؟ أأُرمِدُني ؟

*

يا مَن غَسلْتَ نَوافذَ سَراحي بأوحالِ الشّكِّ

آهٍ ما آلَمَها صفعةُ غَيرتِك

وآهٍ من الآه ...

تُلوّحني مناديلُ الأوهام

*

ها أنتَ ...

بقسْوتِكَ البادحةِ

تَشحَذُ شفراتِك اُلمُسنّنةِ

بِجِذعِ قلبي

تُجرِّدُني مِن لحاءِ النقاءِ

تُخثِّرُ نسْغَ حُروفي

يَذرفُني الصَّمتُ حنينًا

يَلتهبُ بِجَمْرِ الإباءِ

*

أُ ح بّ ك ؟!

حروفٌ هائمةٌ .. مُشرّدةٌ ..

أنفاسُها تائهةٌ ..

تتقطّعُ شغفاً بِك

فتيلُ وَصْلِها دونَ وَصْلِكَ

يذوبُ حيْرةً ..

يَحترقُ لَهفاً إليْك

*

... ومِن على بُرجِ عشقي اليتصدَّع 

أترقّبُني

أَعَلى حافّةِ الاحتقارِ

تُهويني إلى مُستنقعٍ

لا قرارَ لهُ .. ولا مُنتَهى !

*

آهٍ لِظلِّ بَراءةٍ مِن غربانِ الظُّنون

يُمَزِّقُه قَلِقاً

مَسٌّ مِن جُنونِ حُبٍّ

*

قِوامي سيّدي قلبٌ .. يَطفحُ بِبلواكَ

تأتلفُ فيه ثلوجُكَ ونيرانُك !

*

تُغافلُني فُرشاةُ قَشعريرةٍ

تُرعِدُني ..

تُشَوّهُ لوحاتِ مُعاناتي

*

بِقوالبِ الغَيرةِ

تُحجِّمُني .. تُشكِّلُني ..

تُبلورني في غفلةٍ من حُلُمي

وتُكَفِّنُ روحي .. بفنون الاحتِضَارات

*

آهٍ أَلمي

لسانُكَ يبترُهُ الشّوقُ

كًُلما .. تَماثلَ للشِّفاء

آهٍ قلمي

قوامُكَُ امتلاءٌ منهُ

ونزْفُكَُ ابتلاءٌ بِه

تَحملُه في رحْمِكِ

تلدُهُ أيائل قَصائد

يُقمّطُهُ بشغافِ قلبي

فيتسربلُني

عِطرَ حروفٍ وسِحرَ كلمات

*

بأعماقِ العَتمِ القارسِ

يَشتدُّ هجيرُ هَجْرْك

بفيءِ الذكريات أستظِلّ

تتأوّهُ أغصانُ الماضي

يشتدُّ نَتْحُ الذَّاكرةِ

تعزفُني زفراتُك الْتَلْهَثُ

حفيفَ تَميمةٍ مُقدّسةٍ

أُحبُّكِ ..

أ حِ بُّ كِ

*

أسمعُ هَذيانَكَ المُموْسَقَ .. وأخشعُ ..

أخشع ؟!

يا أيُّها العَاتهُ بقلبي

من خلف سياجِ عطرِك

برعونةٍ

تَتركُ أبوابَ غُربتي

*

فَوْضاكَ .. تَعُمُّ وحدَتي

إلى مَتى .. يظلُّ صَهيلُ خيالاتِك

يُطاردُ رياحَ شَوقي

إلى مَتى

تبقى تَملؤُني .. بعجيجِ غبارِك ؟

تظلُّ تُجيرُكَ مِنّي أطيافُك ؟

وأمضي

يتأبّطُني ذراعُ قلبي .. أعدو إليكَ

فوقَ حَصى الذكريات

حافيةً من ظِلّي

*

آهٍ وجعي ..

تُدْمي أقدامَ خيالاتي

أهرعُ إليكَ ..

أُشرِّعُ نوافذَ حَنيني ؛

لأشتمَّ عطرَ خفقاتِك

أقتفي آثار ملامسِك

ألمسَ أجيجَ أنفاسِك

وفي سَكرةِ حضورك

أتنهَّدُني ... أعزفُني

تُلهِبُ سعيرَ عذابي

وأعودُ .. أتقهقرُ

خلفَ ظِلالِ غيابِكِ

*

أيا ماءَ حياتي

كيفَ أُلقي بِكِسراتِ مَائي

بأفواهِ عصافير .. تُحسِنُ المُناقرة

وَسُيولي تَتدفّقُ

تأبى إلاّ أن تُبخِّرَها في غليانِ غَيرَتِك ؟

*

أيا أثيرَ أنفاسي

حَسْبي :

تَعتريكَ طُيورُ الفؤادِ

تَنسابُ في فضاءاتِ رُوحي

حَسْبي :

تفوحُ أعاصيري بِطلعِ شذاكَ

فتزهرُ وتزهُوَ بكَ أفناني

*

لمْ يعُدْ قلبي إسْفنجِيًّا

تَترامَى في أحضَانِهِ أَمواهُ سَحاباتِكَ

قلبي .. تَشَبَّعَ بِجنونِ بَهائِكَ

فكيف تُشرِبُه غبارَ نَواك ؟

نوافذُ روحي

صَ دِ ئ تْ

تَ هَ رّ أ تْ

ما عادتْ تُجْديها اُلرّياحُ واُلأمطار

*

جُيوبُ عُمرِي مثقوبةٌ

وها أنتَ نَفيسَ عُمري

هَرَرْتَ مِن ثُقوبي .. في أحد المَمرّات

*

آهٍ لَكَم أخشَى

أن يتعثَّرَ بك ناطورُ الأشواق

يُعَلِّقَ أحلامَكَ على شُجيْرةِ التمنِّي

حينها ...

أتنخرطُ آهاتُ اللَّوعةِ

في مَعصيةِ الحنينِ ؟

وأسألُنا :

أتتقَزَّحُ عيونُ الأحلامِ ذاتَ وَمضةٍ ..

أزهارَ شوقٍ لإياب ؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1092  الاحد 28/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم