نصوص أدبية

أنا من أكون؟

والسُراق

والموتى

بأحلام المدينةْ

أشجارها نائمةٌ

حُرَّاسها متلصّصون

خلف النوافذ

باستراق السمع

من هسهسةٍٍٍ..

ناء بها شوقُ سريرْ

من ذا سيُفجعهُ

إذا انزلقت مدينةُ..

تحت سطح البحر

واختفت البيوتْ

بسماوة الأشواق فيها

لا.. ليس لي إلا الرثاء

لمن يُمارس

عادةً سريّة

خلف النوافذ

في الشتاء

تقتلني

ثرثرة الرجال كالنساء

تأخذ منِّي ما تشاء

تتركني

كمن ينام في عراء

الفتنة العمياء

تسحق بالضلوع

يُلحُّ في سؤاله حسد الحسود

هل صرت تدري

يا مُدلّل ما تُريدْ

ويُجيبه قلبي الصموت

أنا لا أدري بشيء

أنا أدري أن كلكامش..

قد يقتل أنكيدو

ليربح

قلب امرأة حنون

متقوّلون على الهوى

متقوِّلاتٌ على المدى

أنا ما بعثرتُ روحي..

لعذارى حالمات

وصبايا عاشقات

وأنا الذي

قصائد الحب أتت

من دون أشرعةٍ إلىَّ

أنا لستُ..

من ملائكة السماءْ

وإنما بشرٌ..

وأملك حقّي في الحياةْ

نزق الأنوثة في دمي

ولا سرّ لديَّ

سوى اشتهائي  

للصفاء

وأنا في خافقي

حبٌ كبيرْ

مؤنسي في وحشتي

والحب يا متقوّلون

هو الإله

الواهب لي شعاعي..

في الصباح

فلستُ أوَّلَ عاشقٍ

ولستُ آخر من يذوب بِحُبِّه

ما أعظم الإنسان

في جنونهِ

وما أجلّ بأن يعود

مثل طفلٍ

أبيض القلب

ونشواناً يُرشرش

باذخاً حلو الشعور

إنِّي شربتُ من العيونْ

حتى الثمالةِ..

ما ارتويت

طوبى

لمن تفطمني

من كل أثداء النساءْ

هي مَهرتي..

وضلالتي..

وعبادتي

ونبوءتي

يوم اهتديت

تزورني

في ليلتي عيونها

وتفرش الرموش

في وسادتي

طوبى لمن..

تلمّني شفاهها

بلحظة احتضار

هي من وهج انتظارات النهار

ولفحة الشمس على نخيله

وحلاوة من نهر خوسْ

وزفّة الخورة والعشارْ

يا حُزن المسافات اكفري

بفراقنا

والله يصفحُ

ما اقترفتُ من الذنوبْ

من ذا يُروّض لي

حبيبتي

فرساً جموح

وقوافل الكلمات مرّت

كحداءْ هوادجٍ

نثرتْ على فرح الرمال

ذرّات شوقٍ للعناق

صحو المشاوير إليك

أنا يا حبيبةُ

عابدٌ

سِحر العيون

إن لم تكوني حبيبتي

أنا من أكون؟!

 

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058  الاثنين 25/05/2009)

في نصوص اليوم