نصوص أدبية

من وجع الغربة

خمسون عام ..

تزورني الأوهام

يوماً بعد يوم

أُمدّد القدمين

ليس أبعد من لحافي

أستقبل النجمات

في عز الظلام

وأنشر ما لديّ من الهموم

أُجازف في مصيري

مُفرطاً بالحُلم..

بالنزوات غائبة الغنائم

لم لا تُبصر عيني الحروف

عندما أقرأ تاريخي القديم

لا أرى غير خِرافٍ نائمة

رموشها الوادعة الطويلة

أثقلها تبدّل الزمان

أحزن من قلبي لأني

كُنتُ قد أغمضتُ عيني

بين أضغاث من الرؤيا

ولليقظة طعم النوم أحياناً

أخافُ أن أجهش في نومي

بحلمٍ ظلّ يؤرقني طويلاً

ويُشير لي همساً

بأنّ الموج يرقص

والجداول تستفيق

قبل الصباح.. يأتي إليّ..

صوت المؤذن نائحاً

تباً لنجمات المساء

وأنا أغصُّ بالصلوات

أكفر بالوسادة

الديك يجهش مرّةً أخرى

سخيفاً في الصياح

وعلى حبل الغسيل

أعود أنشر

ما ستر اللحاف

.. .. ..

.. .. ..

مثلما مرّت

ستأتي ليلةٌ أخرى

وأحسب أنني ما زلتُ أحيا

كُتبت في:

جادو: مدينة صغيرة جرداء واقعة على قمة جبل في غرب ليبيا.

حزيران 1998

=================

 

(2)

عاشــــق الظــــل

شجر التوت صبور

وظهور الخيل..

لا يُتعبها طول المسير

وأنا أتعبت ظلّي

حاملاً إياه

من منفى إلى منفى

كعصفورٍ يتيم

عندما تسطع في الليل النجوم

أتباهى

أنَّ لي ظلاً

على كل الجهات

في الصباح

يُصبح الظل طويلاً

ورشيقاً مثل حلمي

***

عند ساعات الظهيرة

يتلاشى

ظلِّي الأحمق

مبهوراً بلحظات الوداع

مثل عشقٍ لا يدوم

في صلاتي الحائرة

ساجداً مثلي أراه

هو ظلّي

وأنا الظل لظلّي

وتظلّ المعضلة

عاشق الظلّ قتيل

 

د. هاشم عبود الموسوي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1095  الاربعاء 01/07/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم